قال الفراء: "قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ} قرأ الأعمش: {أَنْ كُنْتُمْ} بالكسر، وقرأ عاصم والحسن: {أَنْ كُنْتُمْ} بفتح {أنْ}، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا، وأنت تقول في الكلام: أأسُبُّكَ أنْ حَرَمْتَنِي؟ تريد: إذْ حَرَمْتَنِي، وتكسر إذا أردت: أأسُبُّكَ إنْ حَرَمْتَنِي، ومثله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ}، تكسر "إنْ" وتفتح". معانِي القرآن ٣/ ٢٧. وما قاله الفراء تُؤَيِّدُهُ قراءةُ ابنِ مسعودٍ وزيدِ بنِ عَلِيٍّ: {إذْ كُنْتُمْ}. انظر: شواذ القراءة ورقة ٢١٦، المحرر الوجيز ٥/ ٤٦، وأما البصريون فإن {أنْ} عندهم في تأويل مصدر، أي: لكونكم قومًا مجرمين، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٤٧٢، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٠٥، معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٣٦، الحجة للفارسي ٣/ ٣٦٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨١، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٩٢، البحر المحيط ٨/ ٨، الدر المصون ٦/ ٩٢. (٢) الوسيط ٤/ ٦٤. (٣) ينظر: السبعة ص ٥٨٤، الإتحاف ٢/ ٤٥٣. (٤) معانِي القرآن ٣/ ٢٧. (٥) المائدة ٢، وهي في القسم المفقود من هذا الكتاب. (٦) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بفتحها، ينظر: السبعة ص ٢٤٢، النشر ٢/ ٢٥٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute