للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحِلْيةِ، يعني الزِّينةَ، وأراد النساء، وفي محل {مَنْ} من الإعراب ثلاثة أوجه: الرفع على الابتداء (١)، والنصب على الإضمار، تقديره: أوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الحِلْيةِ تَجْعَلُونَ رَبًّا أو بَناتِ اللَّهِ (٢)؟ والخفض رَدًّا على قوله: {مِمَّا يَخْلُقُ} وقولِهِ: {بِمَا ضَرَبَ} (٣).

قوله: {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} يعني: هذا الولد الأنثى ضعيفٌ قَلِيلُ الحِيلةِ، وهو عند المُجادَلةِ والمخاصمة غير مُبينٍ، ضعيف عنها، وإنما قال: {وَهُوَ} ولَمْ يقل: وهي، والمعنى فيه التأنيث؛ لأنه حَمَلَهُ على {مَنْ}، و {مَنْ} مُذَكَّرٌ، فقد يكون للذكر والأنثى والجمع، قيل: نزلت هذه الآية في ثلاثة أحياءٍ: بني سُلَيْمٍ وكنانةَ وعامرٍ، وقيل: في خُزاعةَ قالوا: الملائكة بنات اللَّه -تعالى اللَّه عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا-.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ} يعني: حين خرج من


= في رواية هارون عنه: "يُنَشَّأُ" مشددًا مبنيًّا للمفعول، ينظر: السبعة ص ٥٨٤، تفسير القرطبي ١٦/ ٧١، البحر المحيط ٨/ ١١، النشر ٢/ ٣٦٨، الإتحاف ٢/ ٤٥٤.
(١) ويكون الخبر محذوفًا، تقديره: أو من ينشأ فِي الحلية كَمَنْ ليس كذلك، وهذا ما قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٩، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٠٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨٢.
(٢) والنصب بإضمار فعلٍ أجازه الفراء أيضًا، وبه قال الزجاج، واقتصر عليه، وعلى هذا الوجه يجب أن يكون التقدير: أجعلتم أو أتجعلون من ينشأ فِي الحلية. . . إلخ؟ لا كما قدره المؤلف: أو من ينشأ فِي الحلية تجعلونه رَّبًّا. . . إلخ؟ لأن "مَنْ" على هذا التأويل مبتدأ، و"تَجْعَلُونَهُ" المقدر هو الخبر، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٩، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٠٧، إعراب القرآن ٤/ ١٥٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨٢.
(٣) الخفض على الرَّدِّ، يعني البدل، أجازه الفراء أيضًا، في معانِي القرآن ٣/ ٢٩، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٠٢، الفريد للهمداني ٤/ ٢٥٣، الدر المصون ٦/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>