(٢) يعني أن البَراءَ مصدر وُضِعَ موضع الوصف، يعني البَرِيء، قال الفراء: "والبَراءُ من قول اللَّه تعالى: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}، والاثنان والثلاثة والمؤنث في البَراءِ مُوَحَّدٌ، تقول: نَحْنُ البَراءُ مِنْكَ، والنِّساءُ أيضًا يَقُلْنَ: "نَحْنُ البَراءُ مِنْكَ". المقصور والممدود للفراء ص ٤٥، وقال النحاس: "ومن قرأ: "بَراءٌ" قال في الاثنين والجميع: بَراءٌ أيضًا، بمعنى: ذوي بَراءٍ". معانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٤٨، وينظر: إعراب القرآن له ٤/ ١٠٥. (٣) وهي قراءة الأعمش والمُطَّوِّعِيِّ أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣٦، البحر المحيط ٨/ ١٣، الإتْحاف ٢/ ٤٥٥. (٤) يعني: على الاستثناء المتصل؛ لأنه كان في قومه مَنْ يَعْبُدُ اللَّه، ويشرك معه غَيْرَهُ، ينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٠٥، الفريد للمنتجب الهمدانِي ٤/ ٢٥٥، البحر المحيط ٨/ ١٣. (٥) إذا جُعِلَ هذا استثناءً منقطعًا فإن {الَّذِي} يكون مستأنَفًا في موضع رفع بالابتداء، و {إِلَّا} بمعنى "لَكِنْ"، والخبر جملة {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}؛ أي: لَكِنِ الَّذِي فَطَرَنِي، وقد بَقِيَ في {الَّذِي} وجهان آخران غير ما ذُكِرَ، أحدهما: أن يكون {الَّذِي} في موضع خفض على البدل من "ما" في قوله: {مِمَّا تَعْبُدُونَ}؛ أي: إلَّا مِنَ الَّذِي فَطَرَنِي، والثانِي: أن "إلَّا" بمعنى "غَيْر"، و {ما} في قوله: {مِمَّا تَعْبُدُونَ} موصولةٌ، والتقدير: إنني براء من الذي تعبدون غَيْرِ الذي فَطَرَنِي، =