للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزجاج (١): والمعنى: سَلْ أُمَمَ مَنْ أرسلنا، فحذف المضاف.

وقال ابن عباس (٢): "لَمّا أُسْرِيَ بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعَثَ الُلَّه له آدمَ ومَنْ وَلَدَ مِن المرسلين، فَأذَّنَ جبريلُ عليه السّلام، ثم أقام، وقال: يا محمد! تَقَدَّمْ فَصَلِّ بهم، فلما فَرَغَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الصلاة قال له جبريل: سَلْ يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا. . . الآية، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أسأل، قد اكتفيتُ"". يريد: إنِّي لا أشُكُّ بأن ليس أحَدٌ يُعْبَدُ غَيرُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ومعنى الأمر بالسؤال: التقرير لِمُشْرِكِي قريشٍ أنه لَمْ يَأْتِ رَسُولٌ ولا كتاب بعبادةِ غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} أربعون فَرْسَخًا في أربعين فَرْسَخًا، و"مِصْرَ" في موضع خفض، ولَمْ تنصرف عند البصريين؛ لأنها مؤنثة سُمِّيَتْ بِمُذَكرٍ، وكذا لو سَمَّيْتَ امرأة بِزَيْدَ لَمْ ينصرف (٣).

قوله: {وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ} يعني أنهار النيل {تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} فتح نافعٌ وأبو عمرو والبَزِّيُّ الياءَ، وأسكنها الباقون (٤)، والمعنى: من تحت قصوري،


(١) معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤١٤.
(٢) رواه الطبري في جامع البيان ٢٥/ ٩٩، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٣٣٧، الوسيط ٤/ ٧٥، المحرر الوجيز ٥/ ٥٧، زاد المسير ٧/ ٣١٩، تفسير القرطبي ١٦/ ٩٥، الدر المنثور ٦/ ١٩.
(٣) قاله النحاس بنصه، ثم قال: "وأجازوا صرف مصر على أن يكون اسمًا لِلْبَلَدِ، وتَرْكُ الصَّرْفِ أوْلَى؛ لأن المستعمل في مثلها بَلْدةٌ، فأما الكوفيون فيذهبون إلى أن مِصْرَ بمَنْزِلةِ امرأةٍ سَمَّيْتَها بِهِنْدٍ، فكان يجب أن ينصرف إلا أنها مُنِعَتْ من ذلك لِقِلَّتِها في الكلام". إعراب القرآن ٤/ ١١٣، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ١٢/ ١٨٣.
(٤) فتح الياءَ أيضًا: أبو جعفر، وأسكنها الباقون وابنُ كثير في رواية القَوّاسِ، ينظر: السبعة ص ٥٩٠، تفسير القرطبي ١٦/ ٩٩، النشر ٢/ ٣٧٠، الإتحاف ٢/ ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>