للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كجُدَدٍ، وهو جمع سُلْفةٍ مثل: طُرْفةٍ وطُرَفٍ وغُرْفةٍ وغُرَفٍ (١)، و {سَلَفًا} بالتخفيف كأُسْدٍ (٢)، {وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (٥٦) أي: عِبْرةً وعِظةً لِمَنْ يَجِيءُ بَعْدَهُمْ.

قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا} نصب على خَبَرِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ (٣)، وإن شئتَ قلتَ: هو نصب على المصدر {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧)} يَضِجُّونَ ويَصِيحُونَ، قرأ نافع وابن عامر والكسائي بضم الصاد، وهو قراءة عَلِيٍّ والنَّخْعِيِّ (٤)، ومعناه: يُعْرِضُونَ، نظيره قوله تعالى: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} (٥)، وقرأ الباقون بكسر الصاد، وهي اختيار أبِي حاتم.

قال الفراء والزجاج والأخفش والكسائي (٦): هما لغتان مثل {يَعْرِشُونَ}


= ينظر: السبعة ص ٥٨٧، مختصر ابن خالويه ص ١٣٦، تفسير القرطبي ١٦/ ١٠٢، البحر المحيط ٨/ ٢٤، الإتحاف ٢/ ٤٥٧.
(١) قاله الفراء والزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٣٦، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤١٦، إعراب القرآن ٤/ ١١٥، ومعانِي القرآن للنحاس ٦/ ٣٧٤.
(٢) وهذه قراءة سعيد بن عياض، ينظر: شواذ القراءة للكرمانِيُّ ورقة ٢١٨.
(٣) يعني أنه مفعولٌ ثانٍ لـ "ضُرِبَ"، والمفعول الأول هو نائب الفاعل "ابْنُ مَرْيَمَ".
(٤) وبها قرأ، أيضًا، أبو جعفر والأعرجُ وأبو رجاء وابنُ وثاب وخلفٌ والحسنُ والأعمشُ والسلميُّ وشعبةُ، ينظر: السبعة ص ٥٨٧، تفسير القرطبي ١٦/ ١٥٣، البحر المحيط ٨/ ٢٥، النشر ٢/ ٣٦٩، الإتحاف ٢/ ٤٥٨.
(٥) النساء ٦١.
(٦) معانِي القرآن للفراء ٣/ ٣٦ - ٣٧، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤١٦، معانِي القرآن للأخفش ص ٤٠٩، ٤٧٤، وينظر قول الكسائي في إعراب القرآن ٤/ ١١٥، ومعاني القرآن للنحاس ٦/ ٣٧٦، إعراب القراءات السبع لابن خالويه ٢/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>