للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ} يعني كفار قريش؛ أي: هل يَرْتَقِبُونَ {إِلَّا السَّاعَةَ} يعني القيامة {أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً}؛ أي: فجأة، نصب على الحال، ومحل {أنْ} نصب على البدل من الساعة (١) {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٦٦)} بمَجِيئِها، كقوله: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} (٢).

قوله: {الْأَخِلَّاءُ}؛ يعني: على المعصية فِي الدنيا، وهو رفع بالابتداء، وهو جمع خليل {يَوْمَئِذٍ}، يعني: في الآخرة {بَعْضُهُمْ} رفع على البدل من {الْأَخِلَّاءُ}، ويجوز أن يكون مرفوعًا بالابتداء {لِبَعْضٍ عَدُوّ} وهو الخبر {إِلَّا الْمُتَّقِينَ (٦٧)} فإن خُلَّتَهُمْ لا تنقطع، ولكنها قائمة دائمة لهم أبدًا، وهو نصب على الاستثناء من الموجب.

قيل (٣): نزلت هذه الآية في أمية بن خلف الجمحي، وفي خَلِيلِهِ عُقْبةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ من بني أمية، وقد ذكرتُ قصتهما في سورة الفرقان (٤).

قوله تعالى: {يَاعِبَادِ} (٥) محله نصب لأنه نداء مضاف {لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ


= ونافعٌ في غَيْرِ روايةِ إسْماعِيلَ وابن جَمّازٍ عنه بغير ياء، لا وصلًا ولا وقفًا، ينظر: السبعة ص ٥٩٠، تفسير القرطبي ١٦/ ١٠٧، النشر ٢/ ٣٧٠، الإتحاف ٢/ ٤٥٨.
(١) وهو بدل اشتمال.
(٢) الأعراف ١٨٧.
(٣) حكاه القرطبي عن النقاش في تفسيره ١٦/ ١٠٩.
(٤) ينظر ١/ ٣٧٥.
(٥) كذا في الأصل بإثبات الياء، وإثبات الياء قرأ به نافعٌ وابنُ عامرٍ وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصمٍ، وأبو جعفر ورويسٌ واليزيديُّ، وكلهم أسْكَنَ الياءَ وصلًا ووقفًا إلا عاصمًا في رواية أبِي بكر عنه، وإلّا رُوَيْسا من طريق أبِي الطيب، فإنهما أسكناها في الوقف، وفتحاها في الوصل، وقرأ الباقون، وحَفْصٌ عن عاصم بحذف الياء وصلًا ووقفًا، ينظر: السبعة ص ٥٨٨، النشر ٢/ ٣٧٠، الإتحاف ٢/ ٤٥٨ - ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>