للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عَلِيٍّ -كَرَّمَ اللَّهُ وجهَه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا كان ليلة النصف من شعبان فَصُومُوا يَوْمَها، فإنّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مُسْتَغْفِرٌ فأغفرَ له؟ ألا مُسْتَعْفٍ فَأُعافِيَهُ؟ ألا مُسْتَرْزِقٌ فَأرْزُقَهُ؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر" (١).

قوله: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا}؛ أي: أنزلنا أمْرًا من عندنا، وقيل: هو نصب على الحال بمعنى آمِرِينَ، فإن قيل: فهذه حال من نكرة؛ لأنها حال من "كُلُّ أمْرٍ" (٢)، ومِنْ شَرْطِ الحال أن تأتِي بعد معرفة، فالجواب أن صاحب الحال -وإن كان نكرة- فقد وُصِفَ، والصفة تُقَرِّبُ من المعرفة، فجاز لذلك (٣)، وقيل (٤): هو مصدر، قال الزجاج (٥): {أَمْرًا} هو نصب بـ {يُفْرَقُ} بِمَنْزِلةِ: يُفْرَقُ فَرْقًا؛


(١) رواه ابن ماجه في سننه ١/ ٤٤٤ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٣٤٩، تفسير القرطبي ١٦/ ١٢٧، الدر المنثور ٦/ ٢٦.
(٢) القول بأن "أمْرًا" حال من "كُلُّ أمْرٍ" هو قول أبِي عُمَرَ الجَرْمِيِّ والأخفشِ، وبه قال طاهرُ بنُ أحمد، ويجوز أن يكون حالًا، من ضمير الفاعل في {أنْزَلْناهُ}؛ أي: أنزلناه آمرين، ويجوز أن يكون حالًا من ضمير المفعول في {أنْزَلْناهُ}؛ أي: أنزلناه مأمورًا به، ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في {حَكِيمٍ}. ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٤٧٥، إعراب القرآن ٤/ ١٢٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨٧، شرح المقدمة المُحْسِبة ص ٣١٣، أمالِيُّ ابن الشجري ٢/ ٦٠٥، التبيان للعكبري ص ١١٤٤، الفريد للهمداني ٤/ ٢٦٩، الدر المصون ٦/ ١١١ - ١١٢.
(٣) من أول قوله: "فهذه حال من نكرة". قاله طاهر بن أحمد في شرح المقدمة المحسبة ص ٣١٣.
(٤) هذا قول المبرد فيما حكاه عنه النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٢٦، والمعنى: إنا أنزلناه إنزالًا، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨٧.
(٥) معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٢٤، يعني أنه مصدر من معنى {يُفْرَقُ}، وهو كالقول السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>