للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن {أَمْرًا} بمعنى فَرْقًا. والمعنى: أنّا نَأْمُرُ بِبَيانِ ذلك، ونَنْسَخُهُ من اللوح المحفوظ، وقال الفراء (١): يُفْرَقُ كُلُّ أمْرٍ فَرْقًا وأمْرًا.

{إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥)} مُحَمَّدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى عبادنا {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} قيل: معناه: أنزلنا القرآن رحمة، وقيل: أرسلنا محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- رحمة، وقيل (٢): نصبه على أنه مفعول له، أي: للرحمة، وقيل (٣): هو بدل من {أمْرًا}، وقيل (٤): هو نصب على المصدر، وقال الأخفش (٥): هو نصب على الحال {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} لِمَنْ دَعاهُ {الْعَلِيمُ (٦)} بخلقه.

قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قرأ أهل الكوفة: "رَبِّ" بكسر الباء رَدًّا على قوله: "مِن رَّبِّكَ"، جعلوه بَدَلًا منه، ورَفَعَهُ الآخرون (٦) رَدًّا على


(١) معانِي القرآن ٣/ ٣٩.
(٢) قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٤٢٤، واختاره النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٢٦.
(٣) ذكره النحاس ومَكِيٌّ بغير نسبة، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ١٢٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨٨، وينظر أيضًا: البيان للأنباري ٢/ ٣٥٧، الفريد للهمداني ٤/ ٢٧٠.
(٤) والعامل فيه محذوف؛ أي: رَحِمْناكُمْ رَحْمةً، وهذا قول الأخفش، فقد قال: {نُزُلًا} [فصلت ٣٢] لأنه شغل "لَكُمْ" بـ {مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} [فصلت: ٣١] حتى صارتِ مَنْزِلةِ الفاعل وهو معرفة، وقوله: {نُزُلًا} ينتصب على: نَزَّلْناهُ نُزُلًا نحو قوله: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} معاني القرآن ص ٤٦٦ - ٤٦٧، وينظر أيضًا: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٢٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٨٨، البيان للأنباري ٢/ ٣٥٧، الفريد للهمداني ٤/ ٢٧٠.
(٥) هذا قولٌ آخَرُ للأخفش، قاله في معاني القرآن ص ٤٧٥، وحكاه عنه النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٢٦.
(٦) قرأ بالرَّفع: نافعٌ وأبو عمرو وابنُ كثير وابنُ عامرٍ وأبو جعفر ويعقوبُ والأعرجُ وابنُ أبِي إسحاق وشيبةُ، ينظر: السبعة ص ٥٩٢، تفسير القرطبي ١٦/ ١٢٩، البحر المحيط ٨/ ٣٤، الإتحاف ٢/ ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>