والمشهور كما تقدَّم أن أسرعهن لحاقًا به زينب، وكانت كثيرة الصدقة.
قال بعض الحفاظ: وَهَلَ في سودة، وإنما هو في زينب وتوفيت في خلافة عمر، وبقيت سودة إلى شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة في خلافة معاوية.
هكذا الحديث عندنا، وقد رواه مسلم على الصواب عن عائشة، وذكرت أنها زينب، وسبب طول يدها أنها كانت تعمل وتتصدق.
قال ابن بطال: سقط مِن الحديث ذكر زينب؛ لأنه لا خلاف بين أهل الأثر والسير أن زينب أول من مات من زوجاته.
قال عبد الرحمن بن أبزى: صليت مع عمر على زينب بنت جحش أم المؤمنين.
فهذا إذن غلط مِن بعض الرواة، والعجب مِن البخاري كيف لم ينبه عليه، ولا من بعده، حتى إن بعضهم فسره بأن لحوق سودة من أعلام النبوة.
قال بعض مَن قرأت عليه فيما قرأته عليه: ويجوز أن يكون حكاية لمن كان حاضرًا من زوجاته عنده، وأن سودة وعائشة كانتا ثمّ دون زينب.
وعن بعض مشايخي، وغالب ظني أني لم أسمعه منه، إن قوله:"فعلمنا بعد إنما كان طول يدها بالصدقة"، أي أن زينب لما ماتت قبل أزواجه كلهن، عرفوا أن طول اليد لم يكن المراد به ظاهره، وإنما عنى به الشارع الصدقة، انتهى معناه.