للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أو إن قوله: "الجنة مائة درجة" لا يدل على الحصر، وإن قيل "إن" من جملة أدوات الحصر؛ حصر المبتدأ في الخبر.

وقد رأيت في حادي الأرواح لابن القيم ما لفظه: وقد ثبت في الصحيحين عنه أنه قال: "الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" (١)، وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع، والله أعلم.

والحديث له لفظان هذا أحدهما، والثاني: "إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله"، وشيخنا يرجع هذا اللفظ، وهو لا ينفي أن يكون درج الجنة أكبر من ذلك.

ونظير هذا قوله في الحديث الصحيح: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة" (٢)، أي من جملة أسمائه هذا القدر.

فيكون الكلام جملة واحدة في الموضعين، ويدل على صحة هذا أن منزلة نبينا فوق هذا كله؛ في درجة في الجنة ليس فوقها درجة، وتلك المائة ينالها آحاد أمته بالجهاد (٣)، انتهى.


(١) صحيح البخاري (٧٤٢٣).
(٢) صحيح البخاري (٢٧٣٦).
(٣) حادي الأرواح ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>