قال في الباب الرابع عشر من الكتاب المذكور لما ذكر حديثًا من المسند عن أبي سعيد، عنه ﵇:"أنه يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه": وهذا صريح في أن درج الجنة تزيد على مائة درجة.
وأما حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في "أن في الجنة مائة درجة".
إلى أن قال: فإما أن تكون هذه المائة من جملة الدرج، وإما أن تكون نهايتها هذه المائة، وفي ضمن كل درجة دونها.
ويدل على المعنى الأول؛ فذكر حديث معاذ عند الترمذي.
إلى أن قال: وقد رويت هذه الأحاديث بلفظة: "في"، وبدونها، فإن كان المحفوظ ثبوتها فهي من جملة درجتها، وإن كان المحفوظ سقوطها فهي الدرج الكبار المتضمنة للدرج الصغار.
ولا تناقض بين تقدير ما بين الدرجتين بالمائة وتقديره بالخمسمائة؛ لاختلاف السير في السرعة والبطء، والنبي ﵇ ذكر هذا تقريبًا للأفهام.