في أصلنا: "الخُضر" أيضًا بضم الخاء وفتح الضاد بالقلم؛ وهو جمع خضرة، وقد وقع هذا الحديث للطبري: "إلا آكلة الخُضرة".
ورواه العذري: "الخَضِرة" بكسر الضاد وفتح الخاء.
وأكثر الروايات: "الخضر" بفتح الخاء وكسر الضاد من غير تاء التأنيث.
وثلط البعير يثلط؛ إذا ألقى رجيعه سهلًا رقيقًا.
ضرب في هذا الحديث مثلين:
أحدهما: للمفرط في جمع الدنيا والمنع من حقها.
والآخر: للمقتصد في أخذها والنفع بها.
فقول: "إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا أو يلم"، مثل للمفرط الذي يأخذ الدنيا بغير حقها؛ وذلك أن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إياه، حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حد الاحتمال فتنشق أمعائها من ذلك، فتهلك أو تقارب الهلاك، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنعها مستحقها قد تعرض للهلاك في الآخرة بدخول النار، وفي الدنيا بأذى الناس له، وحسدهم إياه، وغير ذلك من أنواع الأذى.