للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجعَ فِي (١) الكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أنقَذَهُ اللهُ مِنْهُ". [خ: ١٦، م: ٤٣، ت:٢٦٢٤، س:٤٩٨٧].

وجوابه: أنه عبّر بما دون مَن؛ لعموم ما، وما سواهما جميع المخلوقات؛ من مَلَك ونبي وغيرهما.

وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا بأس بمثل هذه التثنية، أعني قوله: "سواهما وأما قوله للذي خطب وقال: ومن يعصهما فقد غوى: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله"، رواه مسلم من حديث عدي بن حاتم (٢)، فجوابه من وجوه أحسنها: إنه ليس من هذا النوع؛ لأن المراد في الخطب الإيضاح لا الرموز والإشارات.

وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ، ومما يدل على هذا حديث ابن مسعود مرفوعًا في خطبة الحاجة: "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه" أخرجه أبو داود وغيره بإسناد جيد (٣)، وحكم غيرُ واحد لإسناده بالصحة، مع أن فيه عمران بن داور بالراء في آخره، أخرج له البخاري متابعة.


(١) في الهامش: (إلى)، وعليه (خ).
(٢) صحيح مسلم (٨٧٠).
(٣) سنن أبي داود (١٠٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>