للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِشَيْءٍ أَهْدَبَ أَسْوَدَ كَثِيرِ الشَّعَرِ، قَالُوا لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قَالُوا: أَخْبِرِينَا قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ شَيْئًا وَلا سَائِلَتِكُمْ، وَلَكِنْ هَذَا الدَّيْرُ قَدْ رَمَقْتُمُوهُ (١) فَأْتُوهُ فَإِنَّ فِيهِ رَجُلًا بِالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ تُخْبِرُوهُ وَيُخْبِرَكمْ، فَأَتَوْهُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الوَثَاقِ، يُظْهِرُ الحُزْنَ شَدِيدِ التَّشَكِّي، فَقَالَ لهُمْ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالُوا: مِنَ الشَّامِ، قَالَ: مَا فَعَلَتِ العَرَبُ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ العَرَبِ، عَمَّ تَسْأَل؟ قَالَ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرًا، نَاوَئ قَوْمًا (٢)

فغير معروف في جمع قارب، إلا أن يكون على غير قياس.

وقيل: أقرب السفينة أدانيها، أي ما قارب إلى الأرض، والله أعلم.

قوله: "فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْدَبَ": "الهُدْب" بضم الهاء وإسكان الدال المهملة وضمها؛ شعر أشفار العين، ورجل أهدب: كثير هدب العين.

قوله: "أَنَا الجَسَّاسَةُ": هي بفتح الجيم وتشديد السين المهملة؛ سميت بذلك لأنها تتجسس الأخبار للدجال.

وجاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنها دابة الأرض المذكورة في القرين، وقد تقدَّم.

قوله: "نَاوَئ قَوْمًا": أي عادى قومًا، وأصله الهمز؛ لأنه مِن النَوْء وهو النهوض.


(١) في الهامش: (رهقتموه)، وعليه (خ).
(٢) في الهامش: (ناوأه قوم)، وعليه (خ).

<<  <  ج: ص:  >  >>