للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وهو سيد ولد آدم مطلقًا، وإنما خصَّ يوم القيامة لظهوره ذلك اليوم لكل أحد من غير منازعة، كما في قوله: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦].

وإنما أخبر بذلك لأمرين:

أحدهما: امتثالًا لقوله: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: ١١].

الثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه، ويعملوا بمقتضاه.

ويلزم من ذلك تفضيله على جميع الخلق؛ لأن مذهب أهل السنة أن الأنبياء أفضل من الملائكة.

فإن قيل: فما وجه الجمع بين هذا، وبين: "لا تفضلوا بين الأنبياء"؟

فالجواب من أوجه، واقتصر البيهقي في دلائله على أنه محمول على مجادلة أهل الكتاب في تفضيل نبينا على أنبيائهم؛ لئلا يؤدي إلى الإزراء، ونقله على الحليمي، ثم نقل عن الخطابي أيضًا؛ أن النهي عن ذلك خوف الإزراء (١).

قال الخطابي: والجمع بين حديث أبي هريرة: "أنا سيد ولد آدم"، وحديث ابن عباس: "ما ينبغي لعبد أن يقول أنا"، وفي رواية: "إني خير من يونس بن متى"، ظاهر؛ لأن الأول إخبار عما أكرمه الله به من التفضيل والسُّؤدد.


(١) دلائل النبوة ٥/ ٤٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>