للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

والثاني مؤول بوجهين:

أحدهما: أن المراد بالعبد من سواه دون نفسه.

ثانيهما: أنه قاله إظهارًا للتواضع، يقول: لا ينبغي لي أن أقول أنا خير منه؛ لأن الفضيلة التي نلتها كرامة من الله لا من قبل نفسي، فليس لي أن أفتخر بها.

وإنما خصَّ يونس بالذكر فيما يُرى، والله أعلم، لما قد قصَّ الله علينا من شأنه، وما كان له مع قومه، وخرج مغاضبًا فلم يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل (١).

وقال الخطابي في موضع آخر: وجه الجمع بينهما أن هذه السيادة في القيامة إذا قُدِّم في الشفاعة على جميع الأنبياء، وإنما منع أن يفضل على غيره منهم في الدنيا، وإن كان مفضلًا في الدارين من قبل الله.

ومعنى "لا فخر" أي لا أقول هذا القول على سبيل الفخر الذي يدخله الكبر.

وأما قوله لما قال له ذلك الرجل: يا خير البرية: "ذاك إبراهيم"، كما رواه مسلم (٢)، فجوابه: أنه قاله تواضعًا واحترامًا لإبراهيم لخلته وأبوته.


(١) معالم السنن ٤/ ٣١٠ - ٣١١.
(٢) صحيح مسلم (٢٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>