للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ". [خ:٩٦٩، د:٢٤٣٨، ت:٧٥٧].

قوله: في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا: "مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى الله مِنْ هَذه الأَيَّامِ"، يَعْنِي العَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَلَا الجِهَادُ، الحديث: هذا الحديث في صحيح البخاري أيضًا.

واعلم أن الناس يسألون كثيرًا عن أي العشرين أفضل؛ هذا، أم العشر الأخير من رمضان؟

والصواب فيه أن يقال: ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر مضان، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه.

ويدل عليه أن ليالي العشر الأخير إنما فضلت باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما باعتبار أيامه؛ إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية.

وكثر أيضًا سؤالهم عن ليلة القدر وليلة الإسراء أيهما أفضل؟

وجوابه: إن ليلة الإسراء في حقه أفضل من ليلة القدر، وليلة القدر بالنسبة إلى الأمة أفضل من ليلة الإسراء.

هذا جوابُ ابن تيمية الحافظ أبي العباس في المسألتين (١).


(١) زاد المعاد ١/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>