للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان زيد يكتب الوحي وغيره لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكتب بعده لأبي بكر، وأمره أبو بكر فجمع القرآن في الصحف بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما اختلف الناس في القراءة زمن عثمان؛ أمر زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام؛ أن يكتبوا المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد، في عربية منه، فاكتبوه بلسان قريش، فإن [٥٧/ب] القرآن نزل بلسان قريش، فاختلفوا في التابوت، فقال القرشيون: التابوت، وقال: زيد بن ثابت: التابو [هـ، فر] (١) فعوه إلى عثمان، فقال: اكتبوه كما قالت قريش، فإن القرآن نزل بلسان [قريش.

وق‍] يل (٢): إن عثمان أرسل إلى أبيّ بن كعب، فكان يملي على زيد، وزيد يكتب، ( ..... ) (٣) سعيد بن العاص، يقرئه، وعبد الرحمن بن الحارث، فهذا المصحف على قراءة أبيّ، وزيد.

وكان عمر بن الخطاب يستخلف زيدا، على المدينة، فقلّ سفر يرجع إلا قطع له حديقة من نخيل (٤).

وقيل: إنه استخلفه ثلاث مرات في حجتين، وفي خروجه إلى الشام (٥).

وكان عمر يقدمه، ويضنّ به أن يخرج من مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واحتكم إليه هو وأبي بن كعب، حين اختلفا في نخل، فحكماه، فحكم بينهما (٦).

وكان زيد، من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأزمته (٧) إذا جلس مع القوم (٨).

وجعله عثمان على بيت المال (٩)، ونصره يوم الدار.

ومات زيد بن ثابت، بالمدينة، سنة خمس وأربعين (١٠)، وهو ابن ست وخمسين


(١) ما بين [] مطموس، وأضفته تبعا للسياق.
(٢) ما بين [] مطموس، وأضفته تبعا للسياق.
(٣) ما بين () القوسين كلمة مطموسة.
(٤) مختصر تاريخ دمشق (ج ٩ ص ١٢٠،١١٩).
(٥) الاستيعاب (ج ١ ص ٥٣٣).
(٦) الاستبصار (ص ٧٢).
(٧) أزم: أي أمسك عن الكلام. النهاية لابن الأثير الجزري (ج ١ ص ٤٦).
(٨) الاستيعاب (ج ١ ص ٥٣٤)، ومختصر تاريخ دمشق (ج ٩ ص ١٢١).
(٩) الاستيعاب (ج ١ ص ٥٣٤).
(١٠) قاله: الواقدي، طبقات ابن سعد (ج ٢ ص ٣٦٠)، وتاريخ الإسلام عهد معاوية (ص ٨٥)، وتاريخ خليفة (ص ٢٠٦)، وفي: تاريخ ابن زبر (ص ٨٥)، قال: (وهو ابن ست وستين سنة).

<<  <  ج: ص:  >  >>