هذه بعض أهم النتائج التي وفقني الله تعالى في إبرازها من الرسالة ومنها ما يتعلق بالحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، وأخرى تتعلق بمخطوطة «أخبار قبائل الخزرج».
[(أ) أما ما يتعلق بالحافظ الدمياطي فجاءت على النحو التالي]
* إن دراسة حياة الحافظ الكبير النسابة أبي محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي التوني هي الأولى-فيما أحسب-بهذه الصفحات العديدة، وكل من سبقني من المتقدمين والمعاصرين الذين أفردوه بترجمة؛ لم يتجاوزوا بضع صفحات، عدا ما قدمه لنا تلميذه القاسم بن يوسف التجيبي السبتي (ت/٧٣٠ هـ) في كتابيه «مستفاد الرحلة والاغتراب» و «برنامجه».
*كانت الأحوال والظروف السائدة في الدولة الإسلامية خلال عصر الحافظ عبد المؤمن الدمياطي (٦١٣ - ٧٠٥ هـ) تنذر بفاجعة أليمة في جميع أوجه الحياة؛ إلا أن الأحوال العلمية النشطة كانت مما ساعد على النهوض والخروج من هذه النكبات المتتالية والمآزق العصيبة على الدولة الإسلامية، فكان لعلماء ذلك العصر دور بارز في بث روح العزيمة الصادقة والكفاح والجهاد في نفوس كثير من الناس، وتوجيههم التوجيه الصحيح، وأخذ زمام المبادرة في التصدي لكل تلك الأحوال والظروف، وقد ساعد على ذلك أيضا بروز عدد من الأمراء والحكام الذين ساعدوا وأسهموا في نهوض الحركة العلمية من حيث بناء المساجد والمدارس العلمية والمكتبات وإغداق الهبات والنفقات عليها، فلذلك برز عدد كبير من الحفاظ وكبار الأئمة الذين سجلوا وحفظوا في مؤلفاتهم علوما جمة خوفا عليها من الضياع.