للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدخل على معاذ وأهل بيته من هذه الرحمة من استطاع منكم أن يموت فليمت من قبل فتن ستكون، من قبل أن يكفر المرء بعد إسلامه، أو يقتل نفسا بغير حلها أو يظاهر أهل البغي أو يقول الرجل: ما أدري على ما أنا إن مت أو عشت أعلى حق أو على باطل.

وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت لا يتكلم، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه * [١٢٩/أ] *فسألوه!، فقلت لجليس لي: من هذا؟، قال: معاذ بن جبل.

وعن إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده، قال:

كان معاذ بن جبل، رجلا طوالا أبيض حسن الثغر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا، شهد بدرا، وهو ابن عشرين سنة أو إحدى وعشرين، وخرج إلى اليمن بعد أن غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا، وهو ابن ثماني وعشرين، وتوفي في طاعون عمواس بالشام، بناحية الأردن سنة ثماني عشرة (١)، في خلافة عمر بن الخطاب، وهو ابن ثماني وثلاثون سنة، وليس له عقب.

وعن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، قال: رفع عيسى عليه السلام، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات معاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

وعن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته، فسألني عنه ربي؟؛ لقلت لربي: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة حجر» (٢).

قال: وكان يقال: سلمة بدر، لكثرة من شهدها منهم، ثلاثة وأربعون رجلا.

(٧٨٣) وأخته لأبيه وأمه: الصعبة (٣) بنت جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عديّ بن

كعب بن عمرو بن أديّ بن سعد، أخي: سلمة بن سعد (٤).


(١) تاريخ خليفة ص ١٣٨، وتاريخ ابن زبر ص ٤١.
(٢) السلسلة الصحية (ج ٣ ص ٨١). بلفظ‍ «إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذ بن جبل بين أديهم رنوة بحجر».
(٣) طبقات ابن سعد (ج ٨ ص ٤١١).
(٤) عيون التاريخ ص ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>