للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكلّموا وأوجزوا، فإنّ علينا عيونا» (١)، فخطب أبو أمامة خطبة ما خطب المرّد ولا الشيّب مثلها قط‍، فقال: يا رسول الله!، اشترط‍ لربك واشترك لنفسك واشترط‍ لأصحابك؟ فقال: «أشترط‍ لربّي: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط‍ لنفسي-: أن تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأهليكم، وأشترط‍ لأصحابي: المواساة في ذات أيديكم»، قالوا: هذا لك!، فما لنا؟، قال: «الجنّة»، قال: إبسط‍ يدك (٢).

وقيل: إنه أول من مشى بين النبي صلّى الله عليه وسلّم وبين الأنصار.

وروت أم سعد بنت سعد بن الربيع،-وهي أم خارجة بن زيد بن ثابت-عن النوار بنت [مالك] (٣)، أم زيد بن ثابت: أنها رأت أسعد بن زرارة، قبل أن يقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يصلي بالناس الصلوات الخمس، ويجمّع بهم في مسجد بناه في مربد سهل وسهيل، ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، قالت:

فانظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لما قدم؛ صلى في ذلك المسجد وبناه، فهو مسجده اليوم.

قال محمّد بن عمر: إنما كان مصعب بن عمير، يصلي بهم في ذلك المسجد، ويجمّع بهم الجمعات، بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما خرج إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ليهاجر، صلى بهم أسعد بن زرارة.

وكان أسعد بن زرارة، وعمارة بن حزم، وعوف بن عفراء؛ لما أسلموا يكسر-ون أصنام بني مالك بن النّجّار.

ولما قدم مصعب بن عمير، المدينة نزل على أسعد بن زرارة، وكان يطوف به ع‍ [لى دور] (٤) الأنصار يقرئهم القرآن ويدعوهم إلى الله تعالى، فأسلم على أيديهما جماعة جماعة منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير.

وكوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسعد بن زرارة، مرتين من الذبحة (٥) في أكحله.


(١) العيون: هم الجواسيس، انظر: القاموس المحيط‍ (ص ١٥٧٢)، وتكون مهمتهم جمع المعلومات عن الطريق، وعن تحركات العدو، وقد اتخذ النبي صلّى الله عليه وسلّم العيون لنفس الغرض في مواقف عديدة من السيرة، انظر: الجيش والقتال في صدر الإسلام، لمحمود أحمد عواد (ص ١٢٤).
(٢) المعجم الكبير، وفيه اختلاف في المتن. (ج ١٧ ص ٢٥٦). ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد (ج ٦ ص ٥٧)، وقال فيه: رواه الطبراني، وفيه مجالد بن سعيد وحديثه حسن وفيه ضعف.
(٣) ما بين [] طمس وأضفته من ترجمة رقم (٦٥).
(٤) ما بين [] مطموس وأضفته تبعا للسياق.
(٥) كتب بجانب نص المتن: (الذبحة: بتحريك الباء، وجع في الحلق، قاله أبو زيد، ولم يعرف الذبحة بالسكون الذي عليه العامة) وكذا وجدته في: الصحاح (ج ١ ص ٣٦٢)، مادة: ذبح. وتاج العروس (ج ٢ ص ١٣٨)، مادة: ذبح، وأبو زيد؛ هو: سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري النحوي اللغوي (ت/٢١٥ هـ‍) بغية الوعاة للسيوطي (ج ١ ص ٥٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>