للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنه يمكن تأويل قوله: عن أخت لعمرة، من حيث أن العرب تقول للرجل أخو مضر، إذا كان منها على وجه المجاز، ومثله قوله: «إنّ أخا صداء (١) [٦٢/ب] أذّن، ومن أذّن فهو يقيم» (٢)، وقوله تعالى: {يا أُخْتَ هارُونَ} (٣) نسبوها إلى هارون، أخي موسى، لأنها كانت من نسله، فعمرة-وأم هشام، تجتمعان في جدهما الأعلى:

عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، فيصبح حينئذ على هذا التأويل قوله عن أخت لعمرة، إذ كانتا من فصيلة واحدة، ولم يذكر مصنفو الأطراف، مسندا لأخت عمرة، وهو دليل على أنه حديث أم هشام.

ومما يقوي أيضا أنه حديث أم هشام بنت حارثة بن النّعمان: أن منازل أبيها كانت منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكان كلما أحدث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهلا تحول له حارثة عن منازله بعد منزل، حتى

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لقد استحييت من حارثة بن النّعمان [مما] (٤) يحوّل عن منازله».

روى عن عمرة بنت عبد الرحمن: عروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، [وابنها] أبو الرجال محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النّعمان، وابن أختها أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن [حزم] (٥)، وابن ابن أخيها محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وابن شه‍ [اب ال‍] (٦) زهري، ويحيى، وعبد ربه، وسعد، وسعد، أولاد: سعيد بن قيس، وغيرهم.

قال علي المديني: هي إحدى الثقات العلماء بعائشة والأثبات فيها (٧).

وقد سبق في ترجمة ابن أختها أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم: أن عمر بن عبد العزيز، كتب إليه أن يكتب له العلم من عند عمرة-والقاسم فكتب له (٨).

وقال يحيى بن معين: عمرة، ثقة حجة (٩).


(١) صداء: أي ما يرده الجبل على المصوّت فيه، انظر: تاج العروس (ج ١٠ ص ٢٠٨).
(٢) رواه: أبو داود، سننه، ك/الصلاة، ب/في الرجل يؤذن ويقيم آخر، (ر/٥١٤)، وابن ماجة، سننه، ك/الصلاة، ب/أن من أذن فهو يقيم، (ر/٧١٧)، والترمذي، سننه، ك/الآذان والسنة فيها، ب/السنة في الآذان، (ر/١٩٩).
(٣) سورة مريم، الآية ٢٨.
(٤) ما بين المعقوفتين [] مطموس، وأضفته من: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٤٨٨).
(٥) ما بين [] مطموس وأضفته تبعا لظاهر السياق.
(٦) ما بين [] مطموس وأضفته تبعا لظاهر السياق.
(٧) تهذيب الكمال (ج ٣٥ ص ٢٤٢).
(٨) ترجمة رقم (٥٩).
(٩) تهذيب الكمال (ج ٣٥ ص ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>