للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بني قريظة، حين مر بنا في صورة دحية بن خليفة الكلبي، فأمرنا بلبس السلاح، ويوم موضع الجنائز، حين رجعنا من حنين، مررت وهو يكلم النبي صلّى الله عليه وسلّم، فلم أسلّم!، فقال جبريل: من هذا يا محمّد؟، قال: «حارثة بن النّعمان»، قال: أما [٦٥/أ] إنه من المئة الصابرة يوم حنين، الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة، ولو سلم لرددنا عليه!.

وعن محمّد بن عثمان عن أبيه: أن حارثة بن النّعمان، كان قد كف بصر-هـ، فجعل خيطا من مصلاه على باب حجرته، ووضع عنده مكتلا (١) فيه تمر وغير ذلك، فكان إذا سلم المسكين أخذ من ذلك التمر، ثم أخذ على الخيط‍ حتى يأخذ إلى باب الحجرة، فيناوله المسكين، وكان أهله يقولون: نحن نكفيك، يقول:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ مناولة المسكين تقي ميتة السّوء» (٢).

قال محمّد بن عمر:

وكانت لحارثة بن النّعمان، منازل قرب منازل النبي صلّى الله عليه وسلّم، فكان كلما أحدث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهلا، تحوّل حارثة عن منزل بعد منزل، حتى قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لقد استحييت من حارثة بن النّعمان، ممّا يتحوّل عن منازله».

وبقي حارثة، حتى توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان (٣)، وله عقب.

وكان له من الأولاد:

-عبد الله؛ وقيل: له صحبة (٤).

-وعبد الرحمن.

-وسودة؛ وكانت من المبايعات.

-وعمرة؛ وكانت أيضا من المبايعات.

-وأم هشام؛ وكانت أيضا من المبايعات.

وأمهم: أم خالد بنت خالد بن يعيش بن قيس بن عوف بن زيد مناة بن عدي، أخي: معاوية، ابني: عمرو بن مالك بن النّجّار، وهي أيضا من المبايعات.


(١) المكتل: بكسر الميم، الزبيل الكبير. قيل: إنه يسع خمسة عشر صاعا. النهاية لابن الأثير (ج ٤ ص ١٥٠).
(٢) المعجم الكبير (ج ١ ص ٢٣٠)، سلسلة الأحاديث الضعيفة (ر/٤٦٦٧).
(٣) تاريخ الإسلام عهد معاوية (ص ٣٠)، وفي: المستدرك (ج ٣ ص ٢٠٨)، قال: استشهد ببدر!!. وهو وهم، والذي استشهد ببدر من بني النّجّار ويسمى حارثة: هو حارثة بن سراقة بن الحارث، سيرة ابن هشام (م ١ ص ٧٠٨)، وتأتي ترجمته.
(٤) في: طبقات ابن سعد ذكر اسمه فقط‍، والاستيعاب (ج ٢ ص ٢٨١)، والاستبصار (ص ٦٠)، وأسد الغابة (ج ٣ ص ١٠٤)، والتجريد (ج ١ ص ٣٠٤)، والإصابة (ج ٢ ص ٢٨٥)، وكان الأنسب أن يترجم له الحافظ‍ الدمياطي.

<<  <  ج: ص:  >  >>