للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيذكرون: أن أمه كانت غابت فيبكي الحسن فتعطيه أم سلمة ثديها، تعلله به إلى أن تجيء أمه، فيدر عليه ثديها، فيشربه، فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك، ونشأ الحسن بوادي القرى (١)، وكان فصيحا.

وحكى إسماعيل بن إبراهيم عن الحسن، قال: قال الحجاج: ما أمدك يا حسن؟. قال قلت: سنتان من خلافة عمر. قال فقال: والله لعينك أكبر من أمدك.

وروى عنه: أنه رأى عثمان بن عفان [٢٧/أ] رضي الله عنه يخطب، وهو ابن خمس عشرة سنة، قائما وقاعدا، وأنه رأى عثمان يصب عليه من إبريق.

وسئل متى عهدك بالمدينة؟ قال: ليالي صفين، قيل: فمتى احتلمت؟ قال: بعد صفين عاما.

قال الواقدي: والثبت عندنا أنه كان للحسن يوم قتل عثمان أربع عشرة سنة، وقد رآه وسمع منه وروى عنه.

وروى عن: عمران بن حصين، وسمرة بن جندب، وأبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وعمرو بن تغلب، والأسود بن سريع، وجندب بن عبد الله، وصعصعة بن معاوية، وروى صعصعة عن أبي ذر.

وروى الحسن عن: عبد الرحمن بن سمرة أنه غزا معه كابل (٢)، والأندقان (٣)، والأندغان (٤)، (وزابلستان) (٥)، ثلاث سنين.


(١) وادي القرى: (وادي بين المدينة والشام، من أعمال المدينة كثير القرى)، معجم البلدان (ج ٥ ص ٣٩٧)، وقيل: (هو بين المدينة وتبوك وأعظم مدنه اليوم مدينة العلا شمال المدينة على مسافة ٣٥٠ كيلا)، المعالم الأثيرة (ص ٢٢٤).
(٢) كابل: (ولاية أو ناحية من ثغور طارخستان، بين الهند وغزنة) معجم البلدان (ج ٤ ص ٤٨٣)، وبلدان الخلافة الشرقية (ص ٣٨٧ - ٣٨٩)، وقيل: (من ثغور خراسان) الروض المعطار (ص ٤٨٩).
(٣) يحتمل أن تكون: (أندكان) وهي من قرى فرغانة، أو: (أندق) وهي قرية بينها وبين مدينة بخارى عشرة فراسخ، معجم البلدان (ج ١ ص ٣١٠)، وفي: بلدان الخلافة، قال: أما أنديكان-أنديجان الحالية-وهي في إقليم قرغانة وقصبتها (ص ٥٢٠ - ٥٢١).
(٤) يحتمل أن تكون: (أندغن) من قرى مرو على خمسة فراسخ منها بأعلى البلد، معجم البلدان (ج ١ ص ٣٢١٠).
(٥) في المخطوطة (بالذال)، التصحيح من: طبقات ابن سعد (ج ٧ ص ١٥٧)، ومعجم البلدان (ج ٣ ص ١٤٠)، وقال ياقوت: (كورة واسعة قائمة برأسها جنوبي بلخ وطخارستان، وهي: زابل، والعجم يزيدون السين وما بعدها في أسماء البلدان شبيها بالنسبة، وهي منسوبة إلى زابل جد رستم بن دستان، وهي البلاد التي قصبتها غزنة البلد المعروف العظيم).

<<  <  ج: ص:  >  >>