للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين رجلا إلى بني مرّة، بفدك (١)، في شعبان سنة سبع، فلقيهم المرّيون، فقاتلوا قتالا شديدا فأصابوا أصحاب بشير، وولى منهم من ولى، وقاتل بشير قتالا شديدا، حتى ضرب كعبة، وقيل: قد مات، فلما أمسى تحامل إلى فدك، فأقام عند يهودي بها أياما ثم رجع إلى المدينة.

ثم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية في ثلاثمائة، إلى يمن وجبار (٢)، بين فدك ووادي القرى، وكان بها ناس من غطفان، قد تجمعوا مع عيينة بن حصن، فلقيهم بشير، ففض جمعهم، وظفر بهم، وقتل وسبى وغنم، وهرب عيينة، وأصحابه في كل وجه، وكانت هذه السرية، في شوال سنة سبع.

ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرة القضية، في ذي القعدة سنة سبع، قدم السلاح، واستعمل عليه بشير بن سعد.

ويقال: أنه أول من بايع أبا بكر الصديق، من الأنصار يوم السقيفة (٣).

وشهد بشير مع خالد بن الوليد: عين التمر، وقتل يومئذ شهيدا (٤)، وذلك في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، سنة اثنتي عشرة، بعد انصرافهم من اليمامة.

روى عنه: ابنه النّعمان، وجابر بن عبد الله (٥).


(١) فدك: (بينها وبين المدينة ست ليال) طبقات ابن سعد (ج ٢ ص ٩٠)، وذكر أنها: (قرية بالحجاز بينهما وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة، أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع صلحا) معجم البلدان (ج ٤ ص ٢٧٠)، وهي: (في شرق خيبر، وتسمى اليوم: الحائط‍) المعالم الأثيرة (ص ٢١٥)، وقال حمد الجاسر هي: (الحائط‍: من أكبر قرى حرة خيبر وكان يعرف قديما باسم فدك، وهو في واد كثير النخيل والعيون .. ، تابع لإمارة حائل) المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية شمال المملكة القسم الأول (ص ٣٧٨)، والقسم الثالث (ص ١٠٢٣).
(٢) يمن وجبار: (كلاهما ماء، فيمن لغطفان، وقيل: لبني صرمة بن مرة، وجبار لبني جميس بن عامر، من قضاعة) معجم البلدان (ر/٢٩٠٩ - ٢٩١٠)، وقال حمد الجاسر: (يمن جبار أرض من أرض خيبر) المعجم الجغرافي لشمال المملكة القسم الأول (ص ٣٠٢)، وفي موضع: يمن قال: (ويمن لا يزال معروفا باسمه، وتقع بئر يمن شرق الطريق من خيبر إلى تيماء) القسم الثالث (ص ١٤٠٨).
(٣) الاستيعاب (ج ١ ص ١٥٦).
(٤) تاريخ ابن زبر (ص ٣٦)، وتاريخ الإسلام عهد الخلفاء (ص ٧٨).
(٥) الاستيعاب ص ١٥٦، والاستبصار (ص ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>