للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان زيد يكنى: أبا سعيد، وقيل: أبو أنيسة (١)، وقيل: أبا عامر، وقيل: أبو عمرو (٢).

وكان يتيما في حجر عبد الله بن رواحة.

عن أبي إسحاق، قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟. قال:

سبع عشرة غزوة، قلت: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.* [٧٨/أ] *قال: تسع عشرة غزوة.

وفي رواية عن أبي إسحاق، قال: خرج الناس يستسقون وزيد بن أرقم فيهم، وما بيني وبينه إلا رجل، قلت: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: تسع عشرة، قلت: كم غزوت معه؟، قال: قلت: أول ما غزا، قال: ذو العشيرة أو ذو العشير، قال: فصلى عبد الله بن زيد بالناس ركعتين.

قال عبد الله بن جعفر الزهري: هذا إسناد العراق، هكذا يقولون، وأما في روايتنا، ورواية غيرنا من أهل البلد، والعلم بالسير: فأول غزاة غزاها زيد بن أرقم، حين بلغ الحلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المريسيع (٣)، فحضر كلام عبد الله بن أبي بن سلول، حين غضب من دعاء جهجاه بن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار، أجير عمر رضي الله عنه بالمهاجرين، فقال: قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا وأنكروا منّتنا، ثم أقبل على من حضر من قومه فقال:

هذا لما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، فنزلوا منازلكم، وواسيتموهم في أموالكم وجعلتم أنفسكم أغراضا للمنايا، فقتلتم دونه، فأيتمتم أولادكم، وذللتم وكثروا، والله لقد ظننت أني سأموت قبل أن يهتف جهجاه بما هتف به، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، في كلام له يومئذ كثير، فقام زيد بن أرقم، بهذا الحديث كله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره به، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره، وتغير وجهه، وقال: «يا غلام


(١) في: طبقات ابن سعد (ج ٦ ص ١٨)، (أبا سعد، وأبا أنيس).
(٢) في: الاستيعاب (ج ١ ص ٥٣٧)، أضاف: (أبو سعد)، وتهذيب الكمال (ج ١٠ ص ١٠)، وأضاف: (أبو عمارة، وأبو حمزة).
(٣) كتب بجانب نص المتن: (المريسيع: بئر لبني المصطلق، من خزاعة، وفي هذه الغزاة أصيبت جويرية بنت الحارث، أم المؤمنين، وكانت في شعبان سنة خمس، قبل الخندق، بشهرين، وكانت الخندق في ذي القعدة، وفيها كان حديث الإفك، وضياع عقد عائشة، وشرعية التيمم)، وفي رواية ابن إسحاق: (في شعبان سنة ست، وهو يعارض ما في صحيحيى البخاري ومسلم من اشتراك سعد بن معاذ في غزوة المريسيع مع استشهاده في غزوة بني قريظة عقب الخندق مباشرة، فلا يمكن أن تكون غزوة المريسيع-بني المصطلق-إلا قبل الخندق) السيرة الصحيحة لأكرم العمري (ج ٢ ص ٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>