للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن سيرين، قال: كانوا يشبهون تجاليد أبي مسعود، بتجاليد عمر (١).

وعن ابن سيرين، قال: قال أبو مسعود: كنت عزيز النفس، حمي الأنف، لا يستقيل أحد مني شيئا، سلطان ولا غيره، فأصبح أمرائي يخيرونني من أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبح وجهي، ومن أن آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار، فأنا أختار أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبح وجهي، ولا آخذ سيفي فأضرب به فأدخل النار (٢).

وعن الشعبي (٣)، قال: لما خرج علي بن أبي طالب، إلى صفين، استخلف أبا مسعود الأنصاري، على الكوفة (٤)، وكان رجال أهل الكوفة قد استخفوا، ولما خرج عليّ، ظهروا، وكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون: قد والله أهلك الله أعداءه، وأظهر أمير المؤمنين!، فيقول أبو مسعود: إني والله ما أعده ظفرا ولا عافية، أن تظهر إحدى الطائفتين على الأخرى، قالوا: فمه؟. قال: يكون بين القوم صلح، قال: فلما قدم عليّ بن أبي طالب، ذكروا ذلك له، فقال له عليّ: اعتزل عملنا؟، قال: ذلك من مه، قال: إنا وجدناك لا تعقل عقله!، قال أبو مسعود: أما أنا فقد بقي من عقلي أن الآخر شر (٥).

وعن خيثمة بن عبد الرحمن (٦)، قال: لما خرج عليّ بن أبي طالب، إلى صفين، استخلف عقبة بن عمرو أبا مسعود، على الكوفة، قال: وقد تخبأ رجال لم يخرجوا مع عليّ، قال: فقام على المنبر، فقال: يا أيها الناس من كان تخبأ فليظهر، فلعمري لئن كان إلى الكثرة، إن أصحابنا لكثير، وما نعده فتحا أن يلتقي هذان الجبلان غدا من المسلمين، فيقتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء حتى إذا لم يبق إلا رجرجة (٧) من هؤلاء وهؤلاء* [٨٨/أ] * ظهرت إحدى الطائفتين على الأخرى، ولكن نعده فتحا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن به دماءهم ويصلح به ذات بينهم ويصلح به كلمتهم (٨).

قال محمّد بن عمر: توفي أبو مسعود، بالمدينة في آخر خلافة معاوية.


(١) كتب بجانب نص المتن: (يعني جسمه وبدنه، وكذلك جلاده، قاله: الجوهري)، وانظر الخبر في: مختصر تاريخ دمشق (ج ١٧ ص ١٠٤).
(٢) مختصر تاريخ دمشق (ج ١٧ ص ١٠٦)، وسير أعلام النبلاء (ج ٢ ص ٤٩٥).
(٣) مختصر تاريخ دمشق (ج ١٧ ص ١٠٥).
(٤) المحبر (ص ٢٩٠).
(٥) سير أعلام النبلاء (ج ٢ ص ٤٩٥).
(٦) سير أعلام النبلاء (ج ٢ ص ٤٩٦).
(٧) الجماعة الكثيرة في الحرب، المعجم الوسيط‍ (ص ٢٤٣).
(٨) مختصر تاريخ دمشق (ج ١٧ ص ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>