للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم وليس عندهم طعام، وقد ربط‍ حجرا من الجوع، قال، فقالت لي امرأتي: إئت النبي صلى الله عليه وسلم فسله، فقد أتاه فلان، فأعطاه، وأتاه فلان فأعطاه، فقلت: لا،* [٩٠/أ] *حتى لا أجد شيئا، فطلبت فلم أجد شيئا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب (فإني … ) (١) قوله: «ومن يستغن يغنه الله ومن يستعف يعفّه الله، ومن يسألنا إما أن (نبذل له وإما أن) (٢) نواسيه، ومن استغنى عنّا أحبّ إلينا ممّن سألنا» (٣)، قال: فما سألته (شيئا) (٤) وما زال الله يرزقنا حتى ما أعلم أهل بيتين من الأنصار أكثر أموالا منا (٥).

ورواه أيضا: من حديث قتادة عن هلال بن حصن، أخي: بني مرة بن عبّاد عن أبي سعيد الخدري، قال: أعوزنا مرة، فقال لي أهلي: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته، فأنطلقت فكان أول ما واجهني به أن قال: «من استغنى أغناه الله، ومن استعفّ أعفّه الله، ومن سألنا لم ندّخر عنه نجدة» (٦)، قال: قلت لنفسي: ألا استغني فيغنينى الله، واستعف فيعفني الله، قال: فما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله شيئا من فاقة، فأقبلت علينا الدنيا فغرتنا إلا من عصم الله (٧).

ورواه أيضا: من حديث جمرة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه، قال: أصابتني حاجة شديدة، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبثه ما بي من الحاجة، واسأله مما في يديه، فوجدته في المسجد يقص على الناس، فسمعته يقول: «من يستعف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله»، قلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول إلا من أجلي، فرجعت ولم أسأله حتى إذا احتجت جدا، جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبثه الذي بي وأسأله مما في يديه، فوجدته في المسجد، فلما رآني قال: «من يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله»، فقلت:

لأرجعن ولا أكلمه، فرجعت، فأتاح الله لي رزقا ما كنت أحتسبه.

وفي رواية: أنه جاء فوجده قائما يتكلم يقول: «من استغن يغنه الله، ومن


(١) ما بين () القوسين كلمة مطموسة، ويحتمل أن تكون: (يخطب فإني سمعت قوله ومن).
(٢) ما بين () القوسين مطموسة، وأضفته من مسند أحمد.
(٣) مسند الإمام أحمد (ر/١١٤١٩).
(٤) ما بين () القوسين كلمة مطموسة وأضفته من مسند أحمد.
(٥) مختصر تاريخ دمشق (ج ٩ ص ٢٧٦).
(٦) المعجم الأوسط‍ (ج ٣ ص ١٨٦).
(٧) في: حلية الأولياء (ج ١ ص ٣٦٩)، والتحفة اللطيفة (ج ٢ ص ١٣٦)، قالا: (عده أبو عبيد القاسم بن سلام في أهل الصفة).

<<  <  ج: ص:  >  >>