للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن سيرين (١): كان سمرة ما علمت؛ عظيم الأمانة، صدوق الحديث، يحب الإسلام وأهله حتى أحدث ما أحدث.

وعن عبد الله بن بريدة (٢) قال: سمعت سمرة بن جندب، يقول: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما، فكنت أحفظ‍ عنه، وما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالا هم أسن مني، ولقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها للصلاة وسطها.

وكان سمرة من الحفاظ‍ المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قاله: أبو عمر (٣).

وكانت وفاته بالبصرة، في آخر سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين، في خلافة معاوية (٤).

سقط‍ في قدر مملوءا ماء حار، وكان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه، فسقط‍ في القدر الحار فمات (٥).

وقال ابن سعد: نزل البصرة، واختط‍ بها، ثم أتى الكوفة فاشترى بها دورا في بني أسد بالكناسة، فبناها فنزلها، ومات بها، وله بقية وعقب.

روى أحاديث كثيرة، وكان زياد يستعمله على البصرة إذا خرج إلى الكوفة، وكان ابنه عبيد الله بن زياد، يفعل ذلك أيضا، فكان يخلفهما وينتهي إلى ما يأمرانه به.

وروى وهب بن جرير، عن أبيه، قال: سمعت أبا يزيد المديني قال: لما مرض سمرة بن جندب، مرضه الذي مات فيه، أصابه برد شديد، فأوقدت له نار، فجعل كانونا بين يديه، وكانونا خلفه، وكانونا عن يمينه، وكانونا عن يساره، قال: فجعل لا ينتفع بذلك، ويقول: كيف أصنع بما في جوفي. فلم يزل كذلك حتى مات.


(١) الاستيعاب (ج ٢ ص ٧٦).
(٢) الاستيعاب (ج ٢ ص ٧٦).
(٣) الاستيعاب (ج ٢ ص ٧٦).
(٤) الثقات (ج ٣ ص ١٧٤)، وتهذيب الكمال (ج ١٢ ص ١٣٤).
(٥) الاستيعاب (ج ٢ ص ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>