للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الذي قتل سويد بن الصامت الأوسي العمري، في الجاهلية، فهيج قتله وقعة بعاث، ثم أسلم المجذّر، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عاقل بن أبي البكير (١).

وشهد المجذّر: بدرا، فقتل أبا البختري* [٩٧/ب] *العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: «من لقي أبا البختري، فلا يقتله»، فلقيه المجذّر، فقال: يا أبا البختري قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلك (٢)، قال: أنا وزميلي-يعني جنادة بن مليحة، من بني ليث، كان زميله من مكة-،، فقال المجذّر: بل أنت وحدك، فقال أبو البختري: لا والله إذا لأموتن أنا وهو جميعا لا تتحدث قريش عني بمكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة، فقال: المجذّر: إن لم تستأسر قاتلتك، فأبى إلا القتال، فلما نازله جعل أبو البختري يرتجز:

لن يسلم ابن حرة زميله

ولا يفارق جزعا أكيله

حتى يموت أو يرى سبيله

وارتجز المجذّر:

أنا الذي يقال أصلي من بلي.

أطعن بالحرية حتى تنثني.

ولا ترى مجذّرا يفري الفرى.

فقتله المجذّر، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره (٣).

وقتل المجذّر، يوم أحد، شهيدا (٤)، قتله الحارث بن سويد بن الصامت، وكان يطلب غرته، ليقتله بأبيه، فشهدا جميعا أحدا، فلما جال الناس تلك الجولة، أتاه الحارث بن سويد من خلفه!، فضرب عنقه، وقتله غيلة!، فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره مقتل المجذّر غيلة (٥)، وأمره أن يقتل الحارث بن سويد، بالمجذّر بن ذياد، وكان الذي ضرب عنقه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عويم بن ساعدة، على باب مسجد قباء.


(١) المحبر (ص ٧٤).
(٢) مجمع الزوائد (ج ٦ ص ١١٤)، وقال رواه البزار عن عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
(٣) الاستيعاب (ج ٣ ص ٤٥٧ - ٤٥٩)، والاستبصار (ص ٢٠١).
(٤) تاريخ خليفة (ص ٧٢)، وعيون الأثر (ج ١ ص ٤٤١).
(٥) وقيل: إن: خبيب بن إساف، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر المجذّر، أنساب الأشراف (ج ١ ص ٣٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>