للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قدومه في أيام مسلمة بن مخلد (١)، ولأهل مصر عنه نحو من عشرة أحاديث، قاله: محمّد بن الربيع الجيزّي (٢)، في تاريخه.

ودخل جابر، على عبد الملك بالمدينة، فرحّب به عبد الملك، وقربه، فقال جابر: يا أمير المؤمنين إن هذه حيث ترى!، هي طيبة، سماها النبي صلى الله عليه وسلم، وأهلها مجهدون، فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم ويعرف حقهم فعل، وكره ذلك عبد الملك، وأعرض عنه، وجعل جابر، يلح عليه حتى أومأ قبيصة إلى ابنه وهو قائده أن يسكته، وكان جابر، قد ذهب بصره، قال: فجعل ابنه يسكته، قال جابر: ما تصنع بي؟، قال:

اسكت، فسكت جابر، فلما خرج، أخذ قبيصة بيده، فقال: يا أبا عبد الله إن هؤلاء اليوم صاروا ملوكا!، فقال له جابر: أبل الله بلاء حسنا فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع منك، قال: يسمع ولا يسمع إلا ما وافقه، وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن بها على زمانك، فقبلها جابر.

وكان جابر، لا يصلي خلف الحجاج، ودخل عليه فما سلم عليه جابر.

وقال ابن أبي ذئب (٣): حدثني من رأى الحجاج، ختم في يد جابر بن عبد الله بالمدينة.

ورآه ابن عقيل، وهو يصلي في إزار مؤتزرا به، ليس عليه غيره.

وكان يلبس الخزّ.

وكان إزاره يبلغ كعبه.

وكان يكره جر الإزار والرداء، ويقول: هو خيلاء.

وكانت عليه عمامة بيضاء قد أرسلها من ورائه.

وكان أبيض الرأس واللحية ويصفرهما بالورس.

ومن يؤم قومه وهو أعمى، وليس بين عينه أثر السجود.

وكان يحفي شاربه، كأخي الحلق.


(١) تقدمت ترجمته برقم (٥٢١)، وولي لمعاوية بن أبي سفيان من سنة ٤٧ هـ‍ حتى توفي سنة ٦٢ هـ‍.
(٢) حسن المحاضرة (ج ١ ص ١٨١).
(٣) أنساب الأشراف (ج ١ ص ٢٤٩)، وتاريخ الطبري (ج ٦ ص ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>