جريدة بيروت المساء والمنار الدمشقية إسرائيل دمل مصطنع عن قصد وسابق إصرار، لأجل إقلاق راحة العرب.
لقد كانت مظاهرة طيبة، تلك الحركة التي قامت في أكثر البلاد العربية، بمناسبة ما يسمونه أسبوع التسلح لسورية الشقيقة، ولعل الحركة كانت تهدف إلى تحقيق أمرين اثنين، كلاهما ذو أهمية في ناحيته، ويكمل بعضهما بعضا عند الاجتماع.
الأمر الأول: هو جمع المال لأجل التسلح وهو ظاهر، والأمر الثاني: هو تذكير العرب بخطورة عدوهم الجديد، إسرائيل، ورفع معنوياتهم، وتغذية حماسهم، وقد يكون غيري من الناس راضيا بهذا الأسلوب ونتائجه، كل الرضى أو بعضه، ولكنني أنا غير راض مطلقا، وقد أكون مخطئا، ذلك لأن أعداءنا جادون كل الجد، في جميع تصرفاتهم، ذات الصلة في خصومتهم معنا، بينما نحن العرب ودولنا المستقلة قد ظلت تصرفاتنا منذ ثمانية أعوام مرت على الكارثة والنذير، لم تتغير ... إلا قليلا جدا، فما يزال الأسلوب عتيقا وهزيلا، وما تزال حتى هذه الساعة تعتمد في الأكثر، على الخطب والقصائد والمقالات، وعلى البيانات والإحتجاجات وحدها، ونحن دول تسع مستقلة، نملك من أن نسن القوانين الحازمة، ونصدر الأوار الصارمة، وما تزال خلافاتنا الفردية والدولية تستغرق أكبر نسبة من طاقتنا، بينما نرى بأم العين بداية النيران تندلع حول بيوتنا جميعا، وتوشك أن تأتي على ما فيها ومن فيها، وإذا خطونا خطوة بسيطة، في عالم الجد والإستعداد، فضحنا أنفسنا بأنفسنا، ونبهنا الأعداء إلى عرقلتنا، بما نحشده من أنواع الدعاية، والإعلان، والمباهاة.