أما رأي الأمريكان الشعبي، فلا يمكن حصره، لأن الولايات المتحدة وحدها، إنما هي أمم وأقطار، ففيها من الآراء، بقدر كثرة عددها، وسعة أقطارها، إنما الذي لا شك فيه، هو أن كفة الاستعمار والدعاية بين أظهرهم هي الراجحة، بل تكاد تكون وحدها في الميدان، وبين أيدينا الآن، مقال لكاتب أمريكي كبير، حرره بالقرب من الحوادث في الجزائر، حيث زارها، وتنقل في أطرافها، واجمع بكثير من المسؤولين فيها، والكاتب هو "بنغامين برادلي" مندوب جريدة "نيوزويك" الكبرى، ونحن ننشر المقال ونعلن عليه لخطورته، وخطورة الأمة التي نشر فيها، قال الكاتب:
إن الظروف لقيام السلم في الجزائر غير قائمة، فإجراء انتخابات حرة، هو أمر في حكم المستحيل، ما دام الوطنيون يعلنون صراحة أنهم لا يريدونها، وأنهم سيقضون على كل من يتقدم للترشيح أو للانتخاب على السواء، كما أن دمج الجزائر في فرنسا، لن يؤدي إلا إلى استمرار الحرب لفترة أطول. وأما الدعوة إلى إنشاء ولايات متحدة لشمالي إفريقيا، فتلقى شيئا من التأييد من جانب الوطنيين، ولكنها تقابل معارضة شديدة من جانب المستوطنين. وفي نفس الوقت، يعارض الفرنسيون معارضة باتة، الاقتراح القائل: باعتبار الجزائريين العرب مواطنين فرنسيين، لهم كل ما للفرنسيين من حقوق. فالفرنسيون لن يقبلوا بأي حال من الأحوال، أن يدخل إلى الجمعية الوطنية ٢٠٠ نائب ليمثلوا مسلمي الجزائر.
[دعاة الوحدة العربية]
ويختلف الوضع في الجزائر، عما كان عليه في تونس ومراكش، إذ ليس في الجزائر هيئة تمثيلية للزعماء الوطنيين، يمكن لفرنسا أن توقع معها اتفاقية، تكون لها قيمة عملية. وقد فقد المعتدلون كل نفوذ كان لهم من قبل. وتستمع الجماهير الآن، إلى الصيحات الرنانة التي يطلقها دعاة الوحدة العربية، من أمثال "ابن بلة" الذي يقود "جيش التحرير الجزائري" من مقر قيادته في القاهرة، كما يستمعون إلى الدعايات المختلفة، التي يروجها الشيوعيون.