الحياة منذ بدايتها، دائمة القوة، دائمة الشباب، دائبة الحركة والتطور والنمو، لا تعرف الضعف والشيخوخة، ولا ينالها فتور أو ركود أو تعطل.
وهي تندفع إلى الأمام مع "الأحياء" ذوي الهمم العالية، والعزائم الماضية والإرادات القوية، الذين أدركوا سر وجودهم في هذه الأرض، وامتلأت قلوبهم إيمانا بالقوة العظيمة الخالدة المبدعة التي لا يعدو الون أن يكون مظهر إعجازها، ولا تعدو الحياة أن تكون سرا باهرا من أسرارها، يشع الوعي في العقول: الوعي الذي يعرف الإنسان أن الحياة جهاد وبناء، وأن حياة المرء لا تعد بالعمر الذي يقضيه في هذا الوجود وإنما بما يحدثه فيه.
هكذا تصنع الحياة "بالأحياء".
أما "الأموات" أو "الأحياء الأموات" الذي قال الشاعر العربي فيهم:
فإن قلت: أموات، فلم تعد أمرهم ... وإن قلت: أحياء، فلست مفندا
- فإنها تطرحهم عن طريقها، لأنهم خاملون جامدون، يقنعون بالموجود، ويرضون بالدون، لا تتجاوز آمالهم وطموحاتهم مواطئ أقدامهم ... همهم أن يعيشوا حاضرهم بلا ماض ولا مستقبل ... همهم أن يتغنوا بعظمة الأجداد ويتغنوا بذكراهم، ويقروا عينا بأنهم من نسلهم، همهم أن يعيشوا وإن كان ذلك من أجل أن يعدوا من الأحياء لا أكثر ولا أقل!!