تكلؤه عناية الله وهناك التحق بالأزهر الشريف معقل الأحرار حيث تابع فيه دراسته العليا إلى أن نال الشهادة العالمية بكلية أصول الدين والشريعة الإسلامية.
[إستئناف نشاطه السياسي بمصر]
وفي سنة ١٩٤٩ م، أسس مكتبا بالقاهرة يحمل اسم (مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) الذي كان ممثلا له، وقد قام بعدة اتصالات لدى كثير من الدول العربية الشقيقة وإقناعها بضرورة مد يد العون والمساعدة لإخوانهم الطلبة الجزائريين الذين سيأتون من الجزائر لاستكمال دراستهم وإتمام معلوماتهم العلمية بكليات ومعاهد الشرق فلبت الدعوة واستجابت للنداء وتم كل ذلك في ظروف جد حسنة، فتوالت البعثات العلمية تلو الأخرى من الجزائر نحو الأقطار العربية الشقيقة، وذلك تحت إشراف مكتب جمعية العلماء المذكور.
كما أن للفضيل الورتلاني - رحمه الله - في المشرق العربي أعمال جليلة أخرى، منها: انخراطه في كثير من المنظمات الإسلامية التي كان هو على صلة بها في تلك الفترة بالذات، وكتاباته في أغلب الصحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك في مصر ولها طابع إسلامي عربي تحرري.
ففي مجال الدعوة الإسلامية كانت له علاقة أخوية وثيقة ومتينة بجمعيتي "الإخوان المسلمين" و"الشبان المسلمين" في مصر حتى أنه كان يستخلف أحيانا المرشد العام للإخوان المسلمين الداعية الإسلامي الكبير الشيخ حسن البنا - رحمه الله - في محاضراته الإرشادية الأسبوعية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت له روابط متينة بالجمعيات الإسلامية المنتشرة في أطراف دنيا الإسلام والمسلمين منها:(جمعية عباد الرحمن) ببيروت، هذه الجمعية التي ما فتئت تكن له صدق المحبة والولاء وأخلص الوفاء، ولم تتخل عنه في أحرج