إن كل عربي في شمال إفريقيا، صار يؤمن بحقه في الحياة كإيمان كل إنسان حر في الدنيا، بهذا الحق، وأن الدماء التي بذلتها جنود شمالي إفريقيا، في سبيل الديمقراطية، قد آن لأولئك الجنود أن يجدوا ثمرتها في أمتهم، بما تنشده من حياة استقلالية عزيزة يعترف فيها، بثقافة الإسلام، ولغة العرب، وكرامة القومية، ومن الخير لفرنسا أن تبعد من دائرة تفكيرها، إدخال أولئك العرب المسلمين، في الجنسية الفرنسية، فإن ذلك يثير عليها غضب العالم العربي، بل والعالم الإسلامي على اختلاف قومياته، ولا يفوت المجلس، وهو ينظر في قضية عرب شمالي إفريقيا، أن يضع أمامه الطور الجديد، الذي ستتدخل فيه تلك الأمة العربية المستيقظة، إما بتعاون مع من يخلص في صداقتها، وإما بالاعتماد على قوة حقها، وبذل أقصى مجهود في سبيل حريتها غير منخدعة بالوعود طالما التي أعطتها السياسة الفرنسية بلسانها، وقبضت عن إنجازها، وغير مكترثة بتلك التهم التي يوجهها إلى زعمائهم، من يقصد تشويه نهضتهم البريئة.
جمادى الآخرة سنة ١٣٦٤هـ
من الأمين العام لجامعة الدول العربية
إلى جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
حضرة المحترم الفاضل الأستاذ محمد الخضر حسين
رئيس جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
أتشرق بأن أنبئكم أنني استلمت برقيتكم الكريمة المؤرخة ١٣ يناير سنة ١٩٤٦ م وأشكركم على جميل عواطفكم، وأتمنى لشمال إفريقيا كامل الحرية والاستقلال، نسأل الله لكم ولجميع العاملين لخير بلادكم، النجاح والتوفيق.