وكذلك فقدان مراد ديدوش، لم يعرقل على الإطلاق فرق الثوار العاملة في شمال مقاطعة قسطينة، من أن تزداد عظمة، حتى أصبحت المنطقة كلها تحت رقابتها، بالرغم من النجدات العسكرية، التي تتوالى في كل يوم على هذه المنطقة.
[الجبهة والثوار]
إن جبهة التحرير، هي العين التي ينظر بها جيش التحرير، وهي الأذن التي يسمع بها، وأعضاء الجهة أذن، يجب أن يفعلوا المستحيل، لكي يسهلوا مهمة جيش التحرير في جميع الميادين، واستفاء المعلومات والأخبار، يجب أن يكون هو العنصر الأول الذي يحرص عليه م عضو في الجهة. ذلك أن فرقنا المسلحة لا تستطيع أن تعمل بنجاح، إلا إذا كانت تملك معلومات دقيقة. والعمل من أجل إستقاء الأخبار والمعلومات، يجب أن يكون متمشيا مع العمل اليومي للدعاية.
وأعضاء الجهة ينبغي أن يفضحوا اتباع مصالي، الذين يريدون أن يشيعوا الغموض وكذاك اتباع اللجنة المركزية لحركة الإنتصار، الذين يتفرجون من بعيد.
ونحن نلفت أنظار الأعضاء إلى ما يلي: وهو أن جبهة التحرير ليست إعادة لحركة الإنتصار. إن جبهة التحرير عبارة عن تجمع الطاقات السليمة في الشعب الجزائري ... إن حركة الإنتصار، كانت تعقد أن تحرير الجزائر عمل حزبي - وهذا خطأ - وجبهة التحرير تؤكد أن تحرير الجزائر هو عمل يشارك فيع جميع الجزائريين، لا جزء واحد منه مهما كانت قيمته ... لذلك تنظر جبهة التحرير بعين الإعتبار، لكفاح جميع العناصر المناهضة للإستعمار، حتى ولو كانت بعض هذه العناصر ما تزال خارجة عن رقابتها.