زار المجاهد الكبير الأستاذ الورتلاني دولة رئيس وزراء سورية في مكتبه، فجرت بينهما أحاديث ودية عن شعور العرب بعضهم نحو البعض، وما يجب عمله لدعم التضامن، وجعل الوحدة العربية، وحدة حقيقية ترضي مطامع العرب وتحقق أهدافهم، وقد أدلى دولة الرئيس في نهاية الجلسة بالحديث الخطير الآتي، ونشرته المنار وغيرها:
نحن نعتبر أن القومية العربية، تمتد من المحيط الأطلسي، حتى خليج البصرة، ونعتبر أن شمالي إفريقيا جوهرة ثمينة في عقد الوحدة العربية، وهو أكثر الأقاليم العربية انسجاما ووحدة، كما أنه أكثرها عرضة للمتاعب والظلم.
فواجب البلاد العربية، أن تشد أزره بكل الوسائل الممكنة، وعلى الجامعة العربية أن لا تشغلها مشكلة قطر عربي عن مشكلة قطر آخر بل يجب أن تأخذ الجسم العربي كمجموعة واحدة، تنظر إلى جميع أعضائه نظرة واحدة، تعالج الضعيف وتشفي الناقه، وتستعين بالقوي، وأننا لنقدر هذا الخطر الجاثم على صدر شمالي إفريقيا، ونقدر نتائجه، ولكننا مؤمنون كل الإيمان بأن الأمة العربية لها من المناعة، ما لم تستطع الدهور السالفة أن تمحوها، ولا يستطيع المستقبل أن يزيلها، وأن إفريقيا العربية صائرة حتما إلى الاجتماع مع الأقطار العربية شاء الأجنبي أم أبى، فعلى أبنائه أن لا يرموا بأنفسهم في أحضان اليأس، وأن يعتمدوا على الله أولا، ويثقوا بعدالة قضيتهم ثانيا، فمن لم يؤمن بعدالة مطلبه،