عددا كبيرا من الشبان الجزائريين الموجودين في الجيش الفرنسي يفرون من الجيش ويلتحقون بصفوفنا، مع ما عندهم من عتاد وسلاح.
والاستعماريون يريدون أن يصورونا في صورة المتوحشين الظامئين للدماء، الفاقدين للعاطفة الإنسانية، الجاهلين لقوانين الحروب، وهنا نكتفي للرد على ذلك بشهادة جنود المظلات الستة الذين - وهذا بين قوسين - قد أطلقنا سراحهم ولم يفروا من عندنا كما قالت الأنباء، وذلك بعد أن أعطونا كلمة الشرف، بأنهم سيقولون الحقيقة التي رأوها بأعينهم.
أما الأسرى فإننا لم نعدم فردا واحدا منهم، في حين لا يستطيع الجيش الفرنسي أن يدعي ذلك.
ويتحدث المستعمرون كذلك عن وجود تضامن بيننا وبين الشيوعيين، وكل واحد يعلم أن الشيوعيين لا وجود لهم في جبالنا، وأن عناصر هذا الحزب منحصرة في بعض المدن الكبرى، إنه لا يوجد بيننا حتى شيوعي واحد. وليس لنا أية علامة مع هذا الحزب.
[مسألة حرية]
أما المستعمرون الجدد، فيزعمون أخيرا أننا حملنا السلاح لأننا جعنا ولأننا بطالون، ولأن الاستعمار الأعمى قد استغلنا استغلالا شديدا قاسيا، وهذا أيضا خطأ - إنه خطأ ضخم - لقد حملنا السلاح لكي تسترجع الجزائر حريتها واستقلالها، لقد قال أحدهم يوما:"لو كنا في عيشة رغدة مع الاستعمار الفرنسي لما منعا ذك من حمل السلاح من أجل الاستقلال"، وهذا هو الواقع والصواب. إن أي فرنسي لا يقبل أن يصبح إيطاليا، والأمر كذلك بالنسبة إلينا، إننا جزائريون ونريد أن نبقى جزائريين لأننا فخورون بجزائريتنا. ولا يمكن لأي بطش أو قمع أن يصيرنا فرنسيين، وكذلك لا يمكن لأي رخاء أن ينسينا حريتنا المفقودة، وليعلم فور وسوستيل، والجنرال وبرلانغ وضباط الشؤون الأهلية، أن شعب المغرب العربي في سنة ١٩٥٥ لم يعد ما كان عليه في سنة ١٩٢٥.