تحارب الحرية والإخاء والمساواة وتعتدي على الأديان والأعراض والأموال
وقع اختيار جمعية الإتحاد العربي في هذا العام على الدكتور محمد عبد السلام العبادي عضو مجلس إدارة جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية مندوبا لها في المؤتمر الطبي العربي الذي انعقد بحلب، وكان للدكتور - من زهاء سنتين - اقتراح رسمي في الجبهة للسعي إلى جعل المؤتمر الطبي ينعقد في إحدى بلاد إفريقيا الشمالية (تونس أو الجزائر أو المغرب) وبذل في ذلك مجهودا مشكورا. فمن سعيه لدى بعض النواحي الحكومية، إلى سعيه لدى كثير من زملائه الأطباء، إلى خطب ألقاها في بعض المناسبات، إلى بعض كتابات في الموضوع، حتى سنحت له فرصة تمثيل الإتحاد العربي في هذا العام فعقد العزم على بذل كل ما يمكنه من جهود في سبيل حمل المؤتمر على اتخاذ قرار بذلك، وفعلا تم له ذلك من ناحية المؤتمر والحمد لله.
فبهذه المناسبة أحببت أن أشرح للقراء لونا خطرا من ألوان سياسة فرنسا في هذه البلاد. فالذي تهدف إليه - منذ وضعت أقدامها في أرض المغرب المجاهد وعرفت شدة شكيمة أهله ومبلغ آبائهم - أمران: إما إذلالهم لدرجة لا يبقى معها أحد عنهم يفكر في حرية واستقلال، وذلك بإفشاء الجهل والفقر في جميع الطبقات حتى ينسوا الحرية والاستقلال تحت ضغط الحاجة إلى القوت وسد الرمق وإما بإقامة سد حائل بينهم وبين ماضيهم ثم تحويلهم إلى فرنسيين مادة وروحا، وذلك بتحويلهم عن لغتهم ودينهم وتقاليدهم، فمن أجل ذلك جعلت اللغة الفرنسية الرسمية في جميع فروع الحياة حتى في روضة الأطفال، وشرعت في