للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محاربة العربية بهمة تزري بهمة حكومة مصر في محاربة المخدرات, ثم جاءت بفكرة الظهير البربري الذي طبق فعلا في الجزائر قبل أن يعرفه الناس في مراكش، والغرض منه الظاهر صد المسلمين عن دينهم الذي عاشوا عليه أربعة عشر قرنا، بالنار والحديد لتتم لهم عمليه المسخ المبيتة، وفتح باب التجنس على مصراعيه مصحوبا بالترغيب والترهيب ففشلت فيه فشلا ذريعا. ثم أطلقوا العنان للمبشرين وزودوهم بأموال أوقاف المسلمين لتنصير الجائعين الجاهلين من سكان القرى والفلاحين، وإلى جانب ذلك كله أنشأوا كل ما عرفته مدنية القرن العشرين عن ألوان الفجور من لهو وعهر وخمر الخ. ويلاحظ أن أكثر بلاد الله إنتاجا للخمر هي الجزائر بسبب هذه المكيدة، حتى أن خمر الجزائر كانت أزمة خطيرة في يوم من الأيام بين مسعتمري الجزائر وحكومة فرنسا أدت إلى أن بعض المستعمرين المتطرفين طلبوا استقلال الجزائر والانفصال عن فرنسا، وسبب ذلك أن الجزائريين المغالين في التمسك بدينهم لم ترج في أوساطهم مكيدة قتل عقولهم بالخمر، فاضطر المستعمرون إلى تصديره إلى بلاد فرنسا، فزاحمت خمر فرنسا، وحصلت تلك الأزمة.

وأخيرا - ولعله ليس الأخير - طلعت فرنسا بمشروع خطير سمته "الإتحاد الفرنسي" فبهذه الوسائل وغيرها توسلت العملية لفرنسا ولم يتم لها ما تريد ولا بعضه، ولكن مع الأسف قد تم لها الكثير من الإفقار والتجهيل، لأنها كانت تعلم جيدا أن هذه النية الخبيثة - نية قتل أمة عريقة كهذه - قد تم بالإفقار والتجهيل إن لم يكن بالفرنسية والمسخ، لأن هذه الأدوار يكمل بعضها بعضا. وكانت تعلم أن ذلك لا يتم إلا في فترة طويلة، مع استعمال كل أساليب القسوة والمكر، وكانت تعلم كذلك أن ارتكاب جريمة كهذه بتلك الأساليب الفظيعة لا يجوز أن يتم على مشاهدة من العالم، وإلا لثارت عليها الدنيا ولو من الناحية

<<  <   >  >>