عندما ظهرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب ـ[الجزائر الثائرة]ـ سنة ١٩٥٦، والثانية سنة ١٩٦٣ ببيروت، كان الإقبال عليهما عظيما، تخطى قياس المؤلف، وتجاوز الحد الذي كان متوقعا لكتاب يصدر في هذا الموضوع.
وإذا كان لهذا الإقبال النادر من تعليل، فهو موضوعه وشهرة مؤلفه وصدوره في أوانه وتجاوبه مع شعور أهل اللغة العربية في مختلف الأوساط العلمية والأدبية والسياسية، في العالم العربي والإسلامي.
وهذا ما جعلني أفكر منذ مدة طويلة في إعادة طبعه وجعل هذا التفكير يتحول إلى إرادة لم أجد فكاكا عنها برغم أني لا أملك من إمكانيات الطبع إلا القليل.
وإذا تحققت الرغبة وصدر الكتاب في مظهر جميل أنيق، وثوب قشيب رائع، فإني أزفه إلى القراء الكرام وقلبي مفعم بالغبطة والسرور لتحقيق هذه الرغبة التي طالما وددت أن أنال بها رضى ربي وأبر بها والدي.
وإذا كان من الإنصاف أن ينسب الفضل لأهله فإن الفضل في تحقيق هذه الرغبة يعود إلى الله ومجهودات السيد قلاب ذبيح ذياب المدير العام، وكل العاملين بدار الهدى بعين مليلة الذين هيأوا الأسباب، وجعلوا البعيد قريبا والعسير يسيرا.