للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما اليهود، فإنهم يتسلحون ليلا ونهارا، ومن جميع أطراف الدنيا، وهم صامتون والصهيونيين في داخل إسرائيل، يعدون أنفسهم اليوم بالإجماع، في حكم المجندين، لأجل غزو بلاد العرب واستعمارها، ثم لا يتكلمون إلا بمقدار، ولقد جعلوا كل ما يملكون حتى الحياة، تحت تصرف القوات المسلحة، فأغناهم ذلك عن أسبوع التسلح وشهره، وإخوان اليهود في جميع بقاع الأرض، يجمعون لهم مئات الملايين من الدولارات، ثم لا نستمع لهم من الضجيج إلا قليلا.

[متى تختفي إسرائيل من الوجود؟]

أمام هذا الواقع المر، فإن الذي يرضيني أنا ويرضي الأجيال، هو أن يعمد المسؤولون العرب أولا: إلى خلافاتهم، فلا يدفنونها دفنا، إلى يوم الدين، ذلك ما لا أطمع فيه، ولكن يضعونها في صندوق محكم الغلق، ثم لا يفتحونه، حتى يختفي الاستعمار من أوطانهم، وحتى تختفي إسرائيل من الوجود، وأن الذي يرضينا أن يستعد العرب مثل إسرائيل وأكثر من إسرائيل، لأن العرب معتدى عليهم، في بقعة مقدسة من أراضيهم، وأنهم مهددون بالاعتداء، في بقية تلك الأراضي جميعا، وأن الذي يرضيني أنا والأجيال أخيرا، أن تعبئ حكوماتنا الحرة، كل بما تملك من مال ورجال، وعن طريق القوانين والأوامر، من غير إعلان ولا ضجيج، ومن غير تسول.

والأمة العربية، ليس من حقها وواجبها، أن تدفع إسرائيل عن نفسها فحسب، ولكن من حقها وواجبها، أن تقذف بها إلى العدم، لأنها دمل مصطنع عن قصد وسابق إصرار، لأجل إقلاق راحة العرب، وقد يقول بعض القراء العاجزين الانهزاميين، أنني في هذه المطالب شاعر فيلسوف، فلا يهمني قولهم، لأنني لست إلى قصار النظر أكتب، وفي الكلمة التالية أخلص إلى محل الشاهد، وأسأل العرب الأشقاء: ماذا فعلوا لإخوانهم المكافحين في الجزائر والمغرب العربي.

<<  <   >  >>