ننقل هذا المقال الخطير عن جريدة المعرفة لسان حال حزب الشورى والاستقلال الصادرة بتطوان بالعدد رقم ١٠٥ بتاريخ ٢٣ محرم ١٣٧٤ - ٢٢ سبتمر سنة ١٩٥٤.
اطلع قراء "المعرفة" - في العدد الماضي - على مقال للكاتب الفرنسي "فرانسوا مورياك" وفي هذا المقال إشارة إلى الدور الذي لعبه بعض الرأسماليين من أقطاب الاستعمار الفرنسي، على حساب قضية المغرب، محاولة في إبقاء أوضاعه على ما هي عليه، وحرصا منا على تنوير الرأي العام المغربي، وجعله على بينة مما يدبر ضد قضية الوطن سواء في المغرب أو في فرنسا، على يد طائفة من الاستعماريين الكبار ذوي المصالح المالية والاقتصادية الهائلة، وسيرا على خطتنا في فضح أسرار الاستعمار والمستعمرين أبرقا إلى مراسلنا في باريس، ليقوم بتحركات دقيقة في العاصمة الفرنسية وموافاتنا بمعلومات عن تلك، "القوى المالية" التي تحدث عنها مورياك، والتي ذكر أن من بين ممثلها "فرانسوا شارل روا" وقد حصل مراسلنا في باريس على المعلومات الخطيرة التالية:
[الأيادي الخفية]
عندما تسلمت حكومة "مانديس فرانس" زمام الأمور في فرنسا عاود النفوس بعض الأمل في حل قضايا الشمال الإفريقي، وذلك بناء على الوعود الكثيرة التي طالما أدلى بها الوزير الفرنسي الأول قبل أن يدعى لتأليف حكومته. لقد كان "منديس فرائس" يبدو - من خلال تصريحاته وخطبه - ملما بحقيقة الأوضاع في شمال إفريقيا، مستعدا لحل الأزمة المستفحلة في تونس ومراكش حلا يرضي مطامح هذين القطرين الوطنية دون أن تتعرض مصالح فرنسا