وتشتيت شملهم، ثم استعبادهم بعد ذلك إلى الأبد. ولكن فرنسا أخطأت التقدير، وضلت على القصد، فقام الشعب المغربي عن بكرة أبيه، يحتج ويثور على هذا العمل الشنيع، وقام معه العالم الإسلامي، يردد صداه ويسجل على فرنسا أفظع خطيئة ترتكب باسم المدنية في القرن العشرين، ومع ذلك ففرنسا الاستعمارية، فرنسا العنصرية، ظلت تعاند في غير منطق، وتقاتل في غير ميدان من أجل تركيز هذا العار، وتثبيت هذه الوصمة. فبمناسبة ذكرى هذا اليوم المشؤوم ومرور ستة عشر عاما عليه، تتقدم جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية بمصر، لدولتكم بتجديد احتجاجا ضد هذا الصنيع، راجين منكم كعضو في هيئة الأمم المتحدة، أن تعملوا في تعاون مع الأعضاء الآخرين، لجعل حد لهذه البربرية التي لم تعد تصلح لهذا العصر بأي حال من الأحوال.
١٦ مايو سنة ١٩٤٦ عن الجرائد المصرية
السكرتير
الفضيل الورتلاني
جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية
تحتج ضد المساومات الاستعمارية في تونس
في الوقت الذي تتجه الدنيا بأسرها لتصفية عهود الاستعباد، نسمع أصواتا تنبعث من وراء الجدران المهدمة، لتعيدها على العالم جذعة، بمساومات استعمارية هزيلة.
تردد هذا الصوت، بين روما، وباريس، في شأن تونس العربية، التي لها ملكها وحكومتها، والتي تم تحريرها بجيوش الحلفاء الظافرة، فلقد خفت الجبهة إلى الاحتجاج، ضد هذه الألاعيب، فبعثت بالمذكرة الآتية إلى أعضاء جامعة الدول العربية، إلى الحكومات المتحالفة.