يجب - أيها الإخوان أن تعلموا أن إخوانكم المكافحين إنما يعملون لمصلحة الجميع وليس غرضهم الانتقام من أحد، وأنهم لم يثوروا على الفرنسيين لأنهم فرنسيون، وإنما ثاروا على الظلم الذي تعانونه جميعا من الطائفة الاستغلالية. وأنتم تعلمون أن أكثر هذه الطائفة ليست فرنسية، ولم تجمعهم مع بعض الفاسدين المفسدين من الفرنسيين إلا المصلحة المادية في استغلال أرضكم وامتصاص دمائكم.
فالواجب عليكم أن تشدوا أزرهم بكل ما يمكنكم ولو بالكلمة الطيبة، واحذروا من شياطين الاستعمار أن يلقوا بينكم العداوة والبغضاء، ثم يقتلوا بعضكم بيد البعض الآخر، فإنما هم أعداؤكم جميعا ولا تظنوا أنهم يرضون عن واحد منكم ولو خدمهم بدمه وماله، والدليل القاطع هو أن عشرات الآلاف من أبنائكم وأبناء أمتكم ماتوا في سبيل هؤلاء، ثم لم يكافؤوهم ولو بكلمة شكر.
أيها الإخوان هذه نصيحتي إليكم وهي صادرة عن قلب محب لكم مخلص لقضيتكم، ولذلك تسمعونها بلغة بسيطة خالية من التكلف، وقد سبقكم صاحبها إلى هذا الميدان وإلى الثورة على الظالمين أعداء الحق وأعداء الإنسانية.
محمد عبد الكريم الخطابي القاهرة ١٠ نوفمبر سنة ١٩٥٤
[خطابات مفتوحة من الورتلاني إلى سفير فرنسا في القاهرة]
نقدم هنا طائفة من المقالات كان الأستاذ الورتلاني قد وجهها في صورة خطابات مفتوحة إلى سفير فرنسا في القاهرة عام ١٩٥٤ أثناء قيام الثورة الجزائرية يومئذ، وذلك ردا على مزاعم للسفير، كان أفضى بها إلى رجال كبار ومسؤولين من المصريين وغير المصريين، ادعى فيها بأن الورتلاني، إنما هو رجل حاقد على فرنسا، وأنه يعمل بكل الوسائل لتشويه سمعتها في هذا الشرق، وأن أكثر ما