جورها، سنوات طويلة، عانى أثناءها الشعب المراكشي، أقسى ما عاناه، شعب حرم استقلاله، فشرد أبناؤه وسلبت أراضيه، وخضعت البلاد كلها، لنظام لم تراع فيه إلا مصلحة المستعمر الغاصب.
ففي عهد الجمهورية الفرنسية، وعهد حكومة فيشي، وعهد لجنة التحرير، وعهد الحكومة المؤقتة الحالية، لم تعرف مراكش إلا حياة الاستعباد والإرهاق. وبما أن هذا الشعب لم يعرف غير الحرية، منذ فجر التاريخ فقد قدمت "الهيئات المراكشية" ومن ورائها خمسة عشر مليونا من المراكشيين العريضة التالية مطالبين بالاستقلال.
[وثيقة الاستقلال]
إن الهيئات الوطنية المراكشية تعلن أنه:
أولا: حيث أن الدولة المراكشية، ظلت تتمتع بحريتها وسيادتها، محافظة على استقلالها، طيلة ثلاثة عشر قرنا، إلى أن فرض عليها نظام الحماية، في ظروف خاصة ..
ثانيا: وحيث أن الغاية من هذا النظام، والغرض من وجوده، إنما كان إدخال الإصلاحات الداخلية، التي تحتاج مراكش في شؤون الإدارة والقضاء والثقافة والاقتصاد، والوسائل المالية والعسكرية، دون أن يمس من ذلك سيادة الشعب المراكشي، وسلطات جلالة الملك.
ثالثا: وحيث أن سلطات الحماية الفرنسية، استبدلت بهذا النظام نظاما، جديدا من الحكم الفرنسي المباشر، والاستبداد لفائدة الجالية الفرنسية. ومنها عدد ضخم من الموظفين، لا تحتاج مراكش إلا إلى عدد يسير منهم - ومع هذا لم تحاول هذه السلطات، التوفيق بين مصالح طبقات الشعب المراكشي.
رابعا: وحيث أن الجالية الفرنسية، استحوذت بسبب هذا النظام، على مقاليد الحكم، واحتكرت خيرات البلاد، دون أهلها وأصحابها ..