جهلاء، بل هذا جائز على جميع البشر، قديما وحديثا، من أجل ذلك نحن نناشد على الدوام كل جزائري، وكل مغربي، ونحذرهم من أن يدعوا شيئا يساعد على إيجاد أدنى فرقة في صفوف الأمة، وحتى كرامة الفرد في مثل هذه الظروف الدقيقة يجب أن تهون وتبذل في سبيل كرامة الأمة ومستقبلها.
[الإتفاقية التونسية]
س - ما رأيك في الإتفاقية التونسية الفرنسية وفي المفاوضات المنوي إجراؤها بين فرنسا ومراكش؟
ج - إن موضوع الإتفاقية التونسية، ذو شقين الأول والأهم، يتعلق بالإتفاقية نفسها. والثاني: ثانوي يتعلق بالأفراد الذين ارتضوا تلك التجربة الخاطئة أما الأفراد فإني لا أريد أن أتعجل، فأحكم على أحد منهم بسوء فضلا عن الخيانة. وكلهم إخواننا لهم ماضيهم وتضحياتهم المحفوظة والمحترمة، وإنما الذي أحكم به من غير تردد هو أنهم في قبولهم لهذه الإتفاقية نفسها وما سبقها ولحقها من ملابسات، ولقد حصل فيها مع الأسف الشديد سوابق ثلاث هي في غاية الخطورة، السابقة الأولى: هي دعوة المجاهدين التونسيين الذين كانوا في الجبال يكافحون الإستعمار الفرنسي لتسليم أنفسهم وأسلحتهم، لمجرد وعد صدر عن رئيس حكومة فرنسا في ذلك الوقت "منديس فرانس""يعدهم بأنه سيفاوض التونسيين ويعطيهم استقلالا ذاتيا" ونحن وأهل الدنيا جميعا قد عرفنا وعرفوا من هذه الوعود المطاطة الزائفة المئات والآلاف، وما عرفناهم يوما بصادقين، ثم أن إخواننا الزعماء فعلوا ذلك في وقت كانت الجزائر ومراكش في بداية الإنفجار والثورة، والمفروض عندنا وعند إخواننا المسؤولين في تونس، أن هذه الأقطار الثلاثة - تونس والجزائر ومراكش - إنما تشكل أمة واحدة وقضية واحدة، لا يجوز أن نرضي رغبة المستعمرين بتجزأتها، وتفريق كفاحها الحربي والسياسي.