للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من زعماء الجزائر

فرحات عباس رئيس حزب البيان

وصل إلى القاهرة في منتصف أبريل الحالي سنة ١٩٥٦، زعيم كبير من زعماء الجزائر، وهو فرحات عباس، "رئيس حزب البيان الجزائري"، ولم يكد يضع قدمه على أرض مصر الشقيقة، حتى عقد ندوة صحفية، دعا إليها الصحف العربية والأجنبية، ووكالات الأنباء، وأعلن في ملأ من الدنيا، انضمامه رسميا إلى جيش التحرير، وإلى جبهة التحرير التي تنطق باسمه، ثم أعلن موقف الأمة الجزائرية المتحدة المكافحة من الاستعمار، ويتلخص في كلمتين، هما الاستقلال، أو الفناء، وحزب البيان، هو ثالث هيئة في الجزائر، بعد جمعية العلماء، وحزب الشعب، والهيئات الثلاثة، وكل عناصر الأمة اليوم، أصبحت ذائبة في الثورة، وفي جبهة التحرير الوطنية، والمعروف عن فرحات عباس، أنه مكتمل الرجولة، واسع الثقافة، ربيب الصدق والثبات، وقد ابتدأ عمله السياسي، معتدلا جدا، ولو أن فرنسا أخذت ببرنامجه في الأول، لكانت هي الرابحة، ولكن سنة التطور أخذت بيد عباس، حتى وصلت به اليوم إلى القمة، وبعدما لمس نهاية خبث الاستعمار الفرنسي، ويئس من إمكان عودة الحياة إلى ضميره ...

والذي نعرفه من فضائل عباس، أنه رزين، لا يأخذ بأمر حتى يقلبه على جميع وجوهه، ولكنه إذا اقتنع واتجه، فإنه لا يحسن السير إلى الوراء مطلقا ولا يعرف التردد والذبذبة، ونحن نثبت هنا تصريحه الذي نشرته أكثر صحف العالم، ونلفت نظر القارئ، إلى أن الرجل اعتاد دائما أن يعني ما يقول، وأن يتحمل مسؤولية ما يقول كاملة، وهذا نص التصريح:

<<  <   >  >>