فبوحي إيماني بجدوى جهود كهذه، وعائداتها النافعة، أدعو بقلمي هذا المتواضع، كل الإخوان حملة الأقلام في عالمي الإسلام والعروبة، إلى بعث ذكريات عظمائنا الإسلاميين، الذين وفوا لدعوة الإسلام قولا وعملا، ثم فارقونا إلى دار الخلد، حتى لا تنقطع الصلة بيننا وبينهم، كما أناشد هذه الأقلام الإسلامية العربية، إلى شد أزر المجاهدين الذين لا يزالون على قيد الحياة، يتابعون جهادهم في سبيل الله، حتى ينكسر الاستعباد، ويندحر الاستبداد، وأنه لا يضمن النصر في ميادين النضال شيء كالتعاون المخلص، والتآزر المركز وقديما عرفنا الإنسانية هذا المعنى، ببروزنا التكتلي العلمي في جميع ميادين الحياة، قبل أن نعلمها ذلك بمبادئنا الفلسفية المدروسة، منذ أجيال وأجيال. ولا تزال في هذا العصر، الذي غمر التطور جميع أجهزته، جديدة صالحة لقيادة المبادئ المعاصرة، وتبوؤ مركز الزعامة لها، لو رزقت رجالا من طراز عمر، وعلي، وخالد، وأبي عبيدة، وابن عبد العزيز، ثم صلاح الدين في الأولين، ومحمد بن عبد الوهاب، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، والرافعي والبنا، وابن باديس في الآخرين. ولكن! "ما ذنب الكتاب إذا لم يأخذه يحيى بقوة؟؟؟! ".
[أقل ما يقال عنه]
لقد غمرتني هذه الخواطر حينما أخذت القلم، لأكتب كلمة عن أستاذي الجليل الفضيل الورتلاني، كشخصية إسلامية لها في ميدان الدعوة والنضال، عن أمة الإسلام في المغرب العربي ومشرقه، دور خطير، ولا زالت توالي هذا النضال آناء الليل وأطراف النهار، ولم أكن علم الله قد قصدت أولا بالذات إلى هذا التقديم، ولكني لم أجد بدا من تسجيله، ثم لم أملك نفسي من أن تسن به بعد ذلك، وهذه الكلمة التي أقولها اليوم عن أستاذي، هي أقل ما يفرضه الوفاء لذلك الشخص العزيز، الذي يمثل الرجولة الإسلامية المغربية أصدق تمثيل وأقواه، وأنها